أصبح فريق فيراري أول من يكشف عن سيارته فعلياً لموسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1. احتفل الفريق بتلك السيارة عبر حدثٍ ضخمٍ في مسرح رومولو فالي، مؤكداً آماله بأن تنهي هذه السيارة الجديدة غياب الألقاب عن القلعة الحمراء.
رأي: فيتيل يواجه التحدي الأصعب في مسيرته في 2020
أطلق الفريق على سيارته الجديدة اسم ‘أس أف 1000’، احتفالاً بأن فريق فيراري سيشارك في الجائزة الكبرى رقم 1000 له في مسيرته في الفورمولا 1 خلال موسم 2020. وفي حين أنه، وللوهلة الأولى، قد تبدو سيارة ‘أس أف 1000’ مشابهةً لسيارة العام الماضي، إلا أن هناك عدة تفاصيل تؤكد أن فريق فيراري انطلق من سيارة العام الماضي وقام بتطويرها وتغييرها في مختلف الجوانب والمجالات.
اقرأ أيضاً: الكشف عن سيارة فيراري ‘أس أف 1000’ لموسم 2020
البداية من الجناح الأمامي، والذي كان نقطة الحديث الأبرز عند الكشف عن سيارة العام الماضي مع تغيير القوانين التقنية التي تحدد تصميم هذا القسم من السيارة.
كانت هناك عدة تساؤلاتٍ حول إمكانية محافظة فريق فيراري على المفهوم التصميمي ذاته للجناح الأمامي، أو اعتماد تصميم مشابه لتصاميم معظم الفرق الأخرى، ومن ضمنهم مرسيدس وريد بُل.
اختار الفريق الخيار الأول، مع المحافظة على المفهوم التصميمي ذاته، والذي يقضي بمحاولة استغلال العناصر الأساسية للجناح الأمامي لتوجيه تدفق التيارات الهوائية نحو الوجه الخارجي للإطار الأمامي، وبالتالي ‘محاكاة’ عمل الجيل السابق من الأجنحة الأمامية في هذا المجال، والذي نتج عنه من جهةٍ أخرى عدم القدرة على توجيه تيارات هوائية فعالة لتتدفق نحو الوجه الداخلي للإطار عبر أرضية السيارة لتوليد الارتكازية.
المزيد من أخبار الفورمولا 1!
لوكلير عمل مع فيراري على تطوير أفضل سيارة ممكنة
فيتيل: فريق فيراري وجد حلولاً ذكية مع سيارة 2020
وفي حين أن فريق فيراري اعتمد المفهوم التصميمي ذاته في موسم 2020، إلا أن السيارة الجديدة تتميز بأن أول عنصرين رئيسيين من الأعلى للجناح الأمامي لم يعودا منسابان نحو الأعلى بنفس درجة انسياب جناح العام الماضي، وإنما أصبح حل فريق فيراري ‘أقل تطرفاً’ مما كان عليه، ما يُشير إلى أن الفريق اتخذ التعديلات اللازمة لإنجاح هذا المفهوم التصميمي.
هذه التعديلات في تصميم الجناح الأمامي أدت، بدورها، إلى تعديلاتٍ جذرية في تصميم منطقة اللوحات الجانبية خلف الإطارات الأمامية، مع ازدياد تعقيد تلك المنطقة بشكلٍ كبير، واعتماد الصفائح الانسيابية المزدوجة بشكلٍ أُفقي، إضافةً إلى زيادة عدد كبير من الجنيحات على جانبَي هيكل السيارة، بالترافق مع زيادة عرض اللوحات الانسيابية المحيطة بمنطقة الفتحات الجانبية.
هذه التغييرات قام بها فريق فيراري لضمان ‘التقاط’ تدفق التيارات الهوائية من الجناح الأمامي، بتصميمه المعدّل في 2020، وتوجيهها بشكلٍ مثالي عبر أرضية السيارة وصولاً إلى الإطارات الخلفية، كما لُوحظ على متن سيارة ‘أس أف 1000’ وجود العديد من الفتحات المعقّدة والمختلفة عن سيارة العام الماضي في أرضية السيارة بالقرب من منطقة الإطارات الخلفية، لضمان رفع درجة حرارة هذه الإطارات وتواجدها في المجال المثالي للعمل.
التغييرات الأبرز في تصميم سيارة فيراري ‘أس أف 1000’ جاءت في منطقة الفتحات الجانبية. منذ 2017، اعتمد فريق فيراري تصميماً انفرد به على شبكة الانطلاق في هذا المجال وقام بتطويره عاماً تلو الآخر، وكان هذا التصميم يتمثل باعتماد فتحات تُحيط بها منطقة عريضة من جسم السيارة، ومن ثم إضافة فتحات في القسم العلوي للمنطقة الجانبية.
اقرأ أيضاً:
فريق فيراري قام بتطوير مفاهيم 2019 إلى أقصى الحدود
فريق فيراري بذل مجهوداً كبيراً لتحسين موثوقية المحرك
سيارة فيراري ‘أُعيد تصميمها بالكامل’ لـ 2020
ولكن في موسم 2020، فإن فريق فيراري قام باعتماد تصميم مشابه لذلك الذي قام فريق ريد بُل بتطويره العام الماضي، مع اعتماد فتحات جانبية صغيرة نسبياً، تحيط بها العديد من الجنيحات العريضة التي تعني إمكانية توجيه تدفق التيارات الهوائية إلى الفتحات الجانبية من جهة، ومن جهةٍ أخرى من الوجه الخارجي للفتحات الجانبية عبر جسم السيارة إلى القسم الخلفي. كما قام الفريق بإلغاء الفتحة الموجودة في القسم العلوي.
كما أن فريق فيراري قام بتعديل تصميم المرايا، ليصبح مشابهاً أيضاً للتصميم الذي اعتمده فريق ريد بُل العام الماضي، مع تصميم مرايا تحيط بها صفائح وقطع انسيابية لتستغل توجيه تدفق التيارات الهوائية أيضاً، إضافةً إلى تصميم جنيحات كبيرة محيطة بمنطقة الفتحة أعلى مقصورة القيادة.
تلك الفتحة تحتفظ بالتصميم ذاته في سيارة فيراري ‘أس أف 1000’ مقارنةً مع العام الماضي، وهي صغيرة مقارنةً مع بقية المنافسين، حيث تستخدم كصندوق هوائي للمحرك من جهة، وكمغذّي لأنظمة التبريد من جهةٍ أخرى. ولكن تلك الجنيحات المحيطة بها تعتبر ابتكاراً يعود إلى الفورمولا 1 مجدداً، حيث شهدناها لآخر مرةٍ في 2008، وهناك العديد من القيود بخصوص مناطق تصميمها، ولكن فريق فيراري تمكن من الاستجابة لتلك القيود وتصميمها بحيث لا تخالف القوانين إطلاقاً، وهي تساهم في تنظيم الاضطرابات الهوائية الناجمة عن تصميم هالو، وتوجيهها نحو القسم الخلفي من السيارة بشكلٍ مثالي.
أما على صعيد الجناح الخلفي، لم تكن هناك العديد من التغييرات الجذرية، استمر اتباع مفهوم الفصل بين القسم العلوي والسفلي من الجناح الخلفي، واعتماد العديد من الشقوق العمودية في الصفائح الجانبية للجناح، علماً أن فريق فيراري قام بتطوير هذا المفهوم من خلال وجود نقطة اتصال صغيرة نسبياً في الصفائح الجانبية بين القسمين العلوي والسفلي.
كل ذلك يترافق مع تصميم جسم سيارة أصغر وأضيق مع سيارة ‘أس أف 1000’ مقارنةً مع العام الماضي، وهو تصميمٌ استثنائي بالفعل.
العام الماضي، تميزت سيارة فيراري بأن القسم الخلفي كان ضيقاً، وكان أصغر من بقية المنافسين، مع تموضع الأنظمة بشكلٍ جيد داخل السيارة وتحقيق متطلبات التبريد لها بكفاءة.
ولكن في موسم 2020 قام فريق فيراري بتطوير هذا المفهوم مجدداً، مع تصميم جسم سيارة أضيق، ومع تأكيد مدير الفريق ماتيا بينوتو بأن تموضع أنظمة وحدة الطاقة كان مثالياً، فيما أشار سيباستيان فيتيل إلى ‘حلولٍ ذكية’ لتحقيق متطلبات التبريد لمختلف أنظمة السيارة.
كافة تلك التغييرات تأتي مع تأكيد فريق فيراري على أنهم قاموا بالعمل على وحدة الطاقة وتطويرها بشكلٍ مكثف، مع بذل مجهودٍ كبير لتحسين الأداء (الذي كان أفضل من أداء بقية صانعي المحركات العام الماضي)، إضافةً إلى العمل على تحسين الموثوقية.
بالفعل، قام فريق فيراري بدراسة كل جانب من جوانب سيارة العام الماضي وتطويره لأقصى الحدود وبذل مجهودٍ كبيرٍ فيها. هل ستساهم تلك التغييرات في عودة الألقاب إلى الحصان الجامح؟ سيكون علينا انتظار جائزة أستراليا الكبرى لمعرفة الإجابة، ولكن هناك تفاؤل حذر في فيراري في الوقت الحالي…