حمل يوم الاثنين خبراً هاماً في بطولة العالم للفورمولا 1، إذ اتخذ فريق ريد بُل قراراً يقضي بالتخلي عن سائقه الحالي بيار غاسلي وترقية سائق فريق تورو روسو، الفريق الثاني للحظيرة النمساوية، أليكساندر ألبون لإكمال النصف الثاني من موسم 2019.
أخيراً، حصل ما كان متوقع من قبل الفريق، حيث وضع مديره كريستيان هورنر ومستشاره الدكتور هيلموت ماركو حداً لسلسلة النتائج السيئة لـ غاسلي، وقررا إعادته إلى فريق تورو روسو، فقد كان لا بد من سلوك هذا الطريق، نتيجة عدم قدرة السائق الفرنسي على إثبات نفسه والمنافسة على المراكز المتقدمة أو حتى تشكيل دوراً مسانداً للسائق الرئيسي ماكس فيرشتابن.
فقد بات من المؤكد أن تأدية غاسلي الضعيفة في سباق جائزة المجر الكبرى، أعطت سائق مرسيدس لويس هاميلتون الحرية بتبديل الاستراتيجية وخطف الفوز في النهاية، كما أن عدم قدرته على منافسة سائقي فريق فيراري، سمحت للفريق الإيطالي التمتع بأفضلية مريحة في المركز الثاني في ترتيب صانعي البطولة.
وبالتالي، من غير المقبول بالنسبة لفريق ريد بُل خسارة مراكز في السباقات لصالح فرق متوسط الترتيب في سنة تجاوز فيها التوقعات سواء على صعيد التأدية ومستوى السيارة التنافسي أو منحنى التطور المذهل لمحركات هوندا.
تفهم فريق ريد بُل أن غاسلي يحتاج لفترة زمنية للتأقلم مع متطلبات سيارة ‘آر بي 15‘، لكن تلك الفترة لا يمكن أن تكون طويلة جداً، وخاصة وأنك تنافس في الفئة الأعلى في رياضة المحركات في العالم، وبحكم كونك سائق محترف، فهنا تأتي مسؤوليتك لتجاوز هذه الصعوبات بأسرع وقت ممكن، رغم أن الفريق لم يكن يتوقع منه أن يُحدث أثر كبير في الفريق كذلك الذي يتركه شارل لوكلير في صفوف فريق فيراري حالياً، خاصة وأن غاسلي جاء نتيجة ترك السائق الأسترالي دانيال ريكياردو مقعده بشكل مفاجئ وانتقاله إلى رينو واصرار الإسباني كارلوس ساينز على انتقاله لفريق ماكلارين.
إلا أن كل هذه العوامل لا يمكن أن تدفع مديري الفريق إلى السكوت وإبقاء الأمر على ما هو عليه، لذا تحركوا، وكعادتهم، وقرروا التخلي عن خدماته، خاصة وأن الفريق يمتلك ذكرى جيدة مع مثل هذه التحركات، لعلّ أبرزها ما حدث مع فيرشتابن عام 2016.
الأمر المثير للاهتمام كان الخطوة التالية والقرار بترقية ألبون عوضاً عن السائق دانيال كفيات، الذي يمكن أن يُعد من أصحاب الخبرة والمهارة في البطولة.
قد يظن البعض في البداية أن كبرياء مديري الفريق منعهم من إعادة الروسي إلى الفريق، بعد أن كان هو ضحية مثل هذا القرار عام 2016، لكن وبالتفكير قليلاً في خلفيات هذا التحرك، نجد أن السبب أشمل وأوضح بكثير.
يعلم الفريق أن كفيات قادر على إنجاز المهمة بأكمل صورة وتحقيق النتائج المرجوة بالفعل، خاصة بعد تأديته المذهلة في سباق هوكنهايم، لكن ألبون، وفي موسمه الأول، صدّر صورة إيجابية للغاية عما يمتلك في جعبته للمستقبل.
حيث قدّم تأدية رائعة في سباق الصين، كسب من خلالها النقاط رغم تعرضه لحادثٍ في حصة التجارب الأولى، كما أنهى سباق موناكو في المركز الثامن، ونافس على منصة التتويج في هوكنهايم.
لذا ومن خلال ما أظهره حتى الآن في هذا الموسم، نجد أن التايلاندي يمتلك المقدرة والإمكانية للتطور إلى سائق أفضل أكثر من كفيات، ومع عدوم وجود ما يخسره في القسم الثاني من الموسم، فلمَ لا نرى ما يمكنه القيام به إلى جانب فيرشتابن.
بالطبع، فإن صاحب الـ 23 عاماً على موعد مع ضغوط كبيرة، قد تسبب له إرباكاً بحكم خبرته القليلة في بطولة العالم للفورمولا 1، لكن الإيجابي أن ألبون يعرف حلبتي سبا فرانكورشان ومونزا جيداً، إضافة إلى أن التوقعات لن تكون كبيرة بالنسبه له، لذا فهذه فرصة لن تتكرر لإثبات نفسه وحجز مقعده في تشكيلة الفريق لموسم 2020.