سمعنا سابقًا ما يُفكر به بيرني إكليستون والفرق وحتى آراء المُشجعين حول مستقبل الفورمولا واحد. لكن ماذا عن آراء السائقين؟ في هذا المقال سأل لورينس باريتو مجموعة منهم وخرجنا بمجموعة آراء هامة من أشخاص يُعتبرون عُنصرًا هامًا في السباقات.
وسط التهديدات التي أطلقها فريق ريد بُل بخُصوص الخروج من البُطولة، والانتقادات حول أن العرض ليس جيدًّا بما يكفي وحالة الشجار بين كبار مسؤولي الفورمولا واحد حول مُستقبلها، قرَّر السائق البرازيلي فيليبي ماسا وضع وجهة نظر السائقين حول الحالة الراهنة للبُطولة في خضَّم النقاش خلال مُجريات جائزة النمسا الكُبرى.
وبعد التجارب التأهيلية، توجه ماسا إلى سوبريمو الفورمولا واحد بيرني إكليستون، ودونالد ماكينزي رئيس “سي في سي” التي تُسيطر على الحقوق التجارية للفورمولا واحد والسير فرانك ويليامز مالك فريق ويليامز الذي يقود له ماسا في منطقة منصات الفرق وأطلعهم على ما يشعر به – حيث يُشارك ماسا في موسمه الثاني عشر في الفورمولا واحد – حول ما يُمكن أن تكونه الفورمولا واحد وما ينبغي أن تكون عليه.
وقال ماسا: “لقد أخبرتهم بأفكاري”، وأضاف: “لديك الكثير من التغييرات التي ستكون أقل تكلفةً بكثير من إجراء أمور صعبة وتغييرات كبيرة لن تُحقق أي شيء ولهذا أحاول ان أعرض أفكاري”.
يبدو الأمر واضحًا جدًّا. لماذا لم يسأل أحدهم مجموعة السائقين حول آرائهم حول الكيفية التي ينبغي على الفورمولا واحد أن تكونها؟
عَلِقَ رُؤساء الفرق في اجتماعات المجموعة الاستراتيجية لأكثر من 18 شهرًا يطرحون فيها آراؤهم بدون التوصل إلى نتيجة.
طرح إكليستون أفكاره للعلن – ولكن لم يتم تنفيذ أيًّا منها. السائقين السابقين وحتى الآخرين أبدوا آرائهم أيضًا. وحتى المُشجعين الذين تم سُؤالهم بواسطة استطلاعات الرأي.
ولذلك، وخلال أيام سباق جائزة النمسا الكبرى جمعنا وجهات نظر بعض السائقين في المنصات لمعرفة آرائهم حول كيف ينبغي أن تكون الفورمولا واحد.
إن أحد الأفكار التي طرحتها المجموعة الاستراتيجية كانت جعل السيارات أسرع بفارق من 5 إلى 6 ثواني في اللفة الواحدة اعتبارًا من موسم 2017. وبينما يُفضل غالبية السائقين ذاك، أشار ماسا إلى أن ذلك لن يُحسِّن العرض بالضرورة.
قال ماسا: “الأمر لا يتعلق بجعل السيارات أسرع على المسار فإذا كُنت أسرع بثلاث أو خمس ثواني في اللفة، لن يفهم أحد ذلك على شاشات التلفزة”.
“قد تُصبح السيارات أسرع، وسنتأخر أكثر في الضغط على المكابح، لذا قد تُصبح عملية التجاوزات أكثر صعوبةً”.
“يُريد الناس مُشاهدة التنافس، يُريد الناس مُشاهدة التجاوزات، يُريد الناس مُشاهدة المُنافسات وأعتقد بأن هذه الأمور بحاجة للتغيير”.
وجزء من المُشكلة يعود إلى أنه ليس بمقدور السائقين الضغط في أوقات مُعينة خلال سباق الجائزة الكبرى، حيث أصبحت مواضيع استهلاك الوقود وحياة الإطار عوامل رئيسية.
وقال البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مرسيدس: “بشكلٍ طبيعي عندما تكون خلف السائقين الذين تُريد تضغط حتى تتمكن تتجاوزهم، ولكن عليك أيضًا الانتباه للوقود، وعليك الانتباه للإطارات، وإلا لن تتمكن من إجراء توقفك في منصات الصيانة، جميع هذه الأمور المُختلفة”.
“هنالك الكثير من الأمور المُختلفة التي عليك التفكير بها في ذهنك قبل أن تتخذ هذه القرارات”.
وفيما يخص الإطارات، يرغب السائق البريطاني جنسون باتون بالعودة إلى الأيام التي كان فيها لموهبة السائقين تأثير على طريقة استهلاك الإطارات.
حيث قال باتون: “تعودت على هذا الأمر الجيّد عندما كان بإمكاني السيطرة على استهلاك [الإطارات]، وإذا كنت لطيفًا عليها بعض الشيء خلال القسم الأول من السباق، فإن الإطارات ستستمر لفترةٍ أطول مما يُضيف عُنصر استراتيجي هام إلى السباق”.
“والآن لا يهم كيف تقود، إنها ما تزال تُستهلك على نفس المُعدَّل”.
تساءل العديد من كبار الشخصيات عن الحكمة من نظام العقوبات على المُحرك المُتبَّع حاليًا، حيث نتجَ عنها في سباق جائزة النمسا الكبرى فرض عُقوبة تراجع باهظة وصلت إلى 25 مركزًا على باتون بعد تعديلات مُتتالية على وحدة الطاقة.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى زميل باتون في فريق ماكلارين الإسباني فرناندو ألونسو، الذي تعرض هو الآخر لعقوبة التراجع 20 مركزًا، والحل سهل، حافظ على الأمور بسيطة.
وقال ألونسو: “سأود تغيير العديد من الأمور”، وأضاف: “رُبما تكون السيارات والتقنيات مُعقدَّة، خُصوصًا بالنسبة للأشخاص الجالسين في منازلهم”.
“يُريد الناس مُشاهدة سباق سيارات وتجاوزات فيما بينها، والتنافس على المراكز، وليس التوفير في استهلاك الإطارات، وتوفير في استهلاك الوقود، والحديث عن نظام تقليص قُوةالجر “دي آر أس”، ومفاتيح التطوير، والعقوبات. وبالحديث عن العقوبات التي تعرضنا لها في النمسا كان من الصعب جدًّا فهمها بالنسبة للأشخاص [العاديين] الجالسين في منازلهم [لمُشاهدة السباق]”.
“هنالك أمور قد تكون مُعقدةً جدًّا، وُضعت بعض القواعد بواسطة مُهندسين وخُبراء رياضيات كبار، والناس [العاديين] الجالسين في المنازل لا يهتمون لهذه الامور”.
من ناحيته ردّ السائق المكسيكي سيرجيو بيريز سائق فريق فورس إنديا على ادعاءات كريستيان هورنر رئيس فريق ريد بُل حول أنه من السهل جدًّا قيادة السيارات وجادل بأن التحدي [في قيادتها] ما زالت قائمة.
وقال بيريز: “في بعض الأحيان أقرأ بعض التعليقات حول أنه من السهل جدًّا قيادة سيارات الفورمولا واحد ولكن لا أعتقد بأن هذه هي القضية”.
“عليك العمل بجدٍّ بالغ لاستخلاص الحد الاقصى من السباق والتجارب التأهيلية. واجتياز اللفات المُتتالية، ينبغي أن يكون أدائك مُستقرًا مع المفاتيح التي تتعامل معها، والاستجابة في الوقت الصحيح مع توازن السيارة وما إلى ذلك.
“ما يزال ذلك صعبًا جدًّا جدًّا، وبالتأكيد قد يكون بإمكاننا تحسين السيارات لكن سيارة الفورمولا واحد كانت صعبة القيادة على الدوام على المُستوى الذي تتوقعه منها، مهما كانت القواعد”.
كالعديد من السائقين والمُشجعين أيضًا، يرغب هاميلتون بعودة صوت المُحركات المُرتفع الذي كان يتردَّد مُدويًّا على المسارات خلال حقبة مُحركات الثماني والعشر إسطوانات على شكل حرف “في”.
حيث قال هاميلتون: “بالطبع أشتاق لذلك الصوت”، وأضاف: “كان سباق سبا 1996 أول سباق جائزة كبرى أحضره وعندما كُنتُ أسير في منطقة منصات الفرق سمعت إحدى السيارات قد جاءت للتجاوز، تردَّد صداها داخل قفصي الصدري”.
“وفكرت بالقول ‘رائع، أريد أن أقوم بفعل هذا أكثر مما قُمت به من قبل’. والآن ليس لديك ذلك الزئير، ولذلك أشاق إليه. أشتاق لتلك الإطارات الكبيرة والعريضة ذات التماسك المُرتفع والسيارات العريضة مع عُلب تُروس حقيقية، لم أتمكن إطلاقًا الحُصول على تجربة حقيقية كتلك في الفورمولا واحد”.
ولكن حذَّر ماسا من خُطورة تذكر الايام الخوالي للفورمولا واحد بهذه النظرة المُتفائلة. حيث قال: “إذا نظرت للماضي، فقد كانت أسوأ مما هي عليه الآن”.
“رُبما كان الفرق في التجارب ثانية ونصف حتى المركز الثالث، كانوا يتجاوزون السيارة الموجودة في المركز الثالث بفارق لفة في كل سباق. على الناس عدم النظر للماضي من دون تذكر ذلك جيدًّا والقول بأن الماضي كان رائعًا”.
ولخَصَّ البريطاني ويل ستيفينز سائق فريق مانور، الذي ما يزال في عامه الاول ويتضمن سجله خوض 9 سباقات جوائز كبرى فقط لغاية الآن، المُشكلة التي تُواجه الفورمولا واحد.
حيث قال ستيفينز: “يعتمد الأمر على ما تُريده”، وأضاف: “هل تُريد من السيارات أن تتسابق أكثر والمزيد من العرض من الناس المُرتبطين بها؟ سيُؤدي هذا لجعل توقيت اللفات أبطأ”.
“إذا أراد الناس أن يُصبحوا أسرع فإن قيادة السيارات ستُصبح أسرع لأنه سيكون لديهم المزيد من التماسك الذي سيعني أن إيجاد حدود التسابق ستُصبح أسهل”.
هناك الكثير من الأفكار، ومن وجهة نظر رُؤساء الفورمولا واحد فقد حان الوقت لاتخاذ القرار.