يمكن لـ لويس هاميلتون تحقيق إنجاز مذهل في موسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1 ومعادلة مايكل شوماخر والفوز بسبعة ألقابٍ عالمية. لكن، مع كافة الظروف الاستثنائية لهذا الموسم، فإن مهمة هاميلتون لن تكون سهلةً.
ينطلق موسم 2020 من الفورمولا 1 نهاية الأسبوع الحالي، بعد انتظارٍ طويل جداً، بسبب انتشار وباء فيروس كورونا. حيث تستضيف حلبة ريد بُل رينغ عالم الفورمولا 1 لأسبوعَين مع إقامة جائزة النمسا الكبرى، تليها جائزة ستيريا الكبرى في الأسبوع التالي.
زاوية: أبرز ما حصل في عطلة الفورمولا 1 المطولة في 2020
بطبيعة الحال، لا يمكننا سوى النظر في الأرقام والإنجازات المسجلة منذ بدء الحقبة الهجينة لمعرفة هوية المرشح الأبرز توجهاً إلى 2020. فريق مرسيدس حقق نجاحاً منقطع النظير، بالترافق مع لويس هاميلتون الذي يعتبر، حتى الآن، في ذروة مسيرته الاحترافية ويتمتع بأفضل مستوى أداء.
لكن رغم ذلك، ورغم هذه الأفضلية ”النظرية“ التي يتمتع بها فريق مرسيدس، هناك بعض العوامل التي قد تجعل مهمة هاميلتون للفوز بلقبه العالمي السابع غير سهلةٍ على الإطلاق.
المزيد من أخبار الفورمولا 1!
فيتيل لم يعقد محادثات مع أستون مارتن بخصوص 2021
فريق مرسيدس يعتمد الأسود لوناً لسيارته في موسم 2020
منذ بدء الحقبة الهجينة في الفورمولا 1 في 2014، تميزت وحدات طاقة مرسيدس بأنها الأفضل بدون منازع. في الأعوام الأولى من تلك الحقبة، تفوقت وحدات طاقة مرسيدس على المنافسين على صعيد الموثوقية والأداء.
ورغم تفوق فيراري بعض الشيء على صعيد قوة المحركات خلال العامَين الماضيين، إلا أن موثوقية وحدات طاقة مرسيدس بقية استثنائية، ونقطة القوة الأبرز للصانع الألماني، مع عدم انسحاب لويس هاميلتون من أي سباقٍ من سباقات العام الماضي، ووجود ندرة في المشاكل التقنية.
حسناً، لم نشهد إقامة أي سباقٍ في موسم 2020 حتى الآن. لكن، وفقاً لمعطيات التجارب الشتوية، والتي اُقيمت في شباط/ فبراير الماضي، فإن وحدة طاقة مرسيدس لم تكن الأفضل على صعيد الموثوقية، وراينا مواجهة عدة مشاكل كهربائية وفي ضغط الوقود خلال مختلف أيام التجارب.
من المرجح أنها كانت مشاكل بسيطة، ولكن في الوقت ذاته قد تكون المشاكل هذه مكلفةً في حال لم يتم إيجاد الحلول لها، ومن المؤكد أن مصنع المحركات لـ مرسيدس المتواجد في بريكسوورث بذل مجهوداً كبيراً منذ ذلك الحين لضمان عدم تكرار ومواجهة تلك المشاكل في السباقات.
زاوية: هكذا كانت عناوين الفورمولا 1 قبل توقف موسم 2020
الاختبار الأول لـ مرسيدس سيكون من حلبة ريد بُل رينغ، وهي حلبة صعبة بالنسبة للأسهم الفضية. بعد فوز فالتيري بوتاس بسباق النمسا في 2017، انسحب ثنائي مرسيدس لويس هاميلتون وفالتيري بوتاس في سباق العام التالي، فيما شهد العام الماضي تواجد بوتاس وهاميلتون بالمركزين الثالث والخامس تباعاً.
حلبة ريد بُل رينغ تمثل تحدياً لوحدات الطاقة في الفورمولا 1، نظراً لطبيعتها وارتفاعها عن سطح البحر، وبالتالي إجهاد الشواحن التوربينية والمحركات بسبب انخفاض كثافة الهواء وانخفاض فعالية أنظمة التبريد نتيجةً لذلك.
هذا الأمر، بالترافق مع تألق ماكس فيرشتابن وفوزه مع ريد بُل في النمسا في العامَين الماضيين، يعني أن فريق مرسيدس سيتعرض لضغطٍ كبير للنجاح والفوز في حلبة ريد بُل رينغ في 2020، حيث تستضيف هذه الحلبة جولتَين!
اقرأ أيضاً: براون يتوقع منافسة ريد بُل لـ مرسيدس في 2020
لا يمكن الاستهانة بفريق ريد بُل على الإطلاق. منذ التجارب الشتوية، كان من الواضح أن السيارة تتمتع بسرعةٍ مذهلة بالفعل، وإن كانت هناك بعض المشاكل لاستقرار القسم الخلفي التي أدت إلى عدم القدرة على التنبؤ بالسيارة.
لكن، بالترافق مع التقدم الملحوظ في وحدة طاقة هوندا، والتحديثات التي حصلنا على لمحةٍ عنها على الصعيد الانسيابي لسيارة ريد بُل أثناء اختبارات بريطانيا الأسبوع الماضي، فإن حلبة ريد بُل رينغ قد تمنحهم أفضليةً، وقد تمنح فيرشتابن فرصةً للتفوق على الأسهم الفضية مع بداية الموسم والتألق وتصدر ترتيب بطولة العالم للسائقين.
كما علينا ألا ننسى بأن ثالث سباقات الموسم سيُقام في حلبة هنغارورينغ، مع جائزة المجر الكبرى. مجدداً، هذه الحلبة تمنح أفضليةً تقليديةً لـ ريد بُل، حيث كان ماكس فيرشتابن من أبرز المنافسين على الفوز بسباق العام الماضي قبل تفوق هاميلتون عليه.
طبيعة موسم 2020 تعني أنه لا يوجد أي مجالٍ لارتكاب الأخطاء. لا يوجد أي مجالٍ لتعويض التأخر بالنقاط. حتى الآن، لدينا تأكيد إقامة ثمانية سباقات، مع إمكانية إضافة سباقات في موجيللو وفي البرتغال، إلا أن هناك شكوكاً كبيرةً حول إمكانية إقامة المزيد من السباقات، خصوصاً في الأمريكيتين.
رأي: لمن سيكون التفوق في النمسا ضمن الثلاثة الكبار
بالتالي، فإن أي هفوةٍ من قِبل فريق مرسيدس قد تعني منح المنافسين أفضليةً لا يستهان بها، وأفضليةً قد يصعب تقليصها مع عدم إقامة عدد كبير من السباقات.
لن يكون بإمكان مرسيدس التضحية ببعض السباقات على حساب تعويض هذا التأخر في الجولات التالية، وإنما عليهم التمتع بمستوى أداءٍ مثالي جولةً تلو الأخرى.
ولكن، رغم صعوبة هذه المهمة لـ مرسيدس، إلا أنهم فوزهم بالألقاب خلال الأعوام الستة الماضية لم يكن محض صدفةٍ، وإنما جاء نتيجة جهودٍ جبارة بُذلت سعياً للنجاح، وسعياً للمحافظة على التألق والتفوق على المنافسين.
لذلك، بطبيعة الحال، من المؤكد أن الأسهم الفضية بذلت مجهوداً كبيراً خلال الأشهر الماضية لضمان الاستعداد بأسلوبٍ مثالي لتحديات موسم 2020 المثير. إلا أن علينا عدم التقليل من أهمية تهديد فريق ريد بُل، خصوصاً في تلك السباقات الأولى التي قد تمنحهم أفضليةً طفيفةً، من شأنها أن تكون حاسمةً مع وصولنا إلى نهاية الموسم.