جاء قرار رحيل أندي كاول وتركه لمنصب مدير وحدات الطاقة عالية الأداء في مرسيدس مفاجئاً لكل متابعي منافسات البطولة، إذ أن العقل المدبر والمخطط لقسم المحركات لدى الصانع الألماني كان خلف أبرز النجاحات التي أُنجزت في الفترة الهجينة في بطولة العالم للفورمولا 1.
كان العمل في الفورمولا 1 حلماً راود البريطاني منذ طفولته، حيث استغل عشقه لرياضة المحركات وبدأ بمساعدة والده في المشاركة في المنافسات المحلية وتسلق الهضبة في المملكة المتحدة.
وبالفعل حلم كاول بدأ على الفور بعد دخوله الجامعة ودراسته هندسة الميكانيك بسنة واحدة، إذ انضم لشركة ‘كوزوورث رايسينغ‘، وتنقل بين أقسامها التقنية قبل أن يختص في تصميم وتطوير محركات الفورمولا 1.
في عام 1998، تولى أندي قيادة مشروع هندسي مسؤول عن تطوير محركات ‘سي كايه‘، والتي كانت سبباً بفوز فريق ‘ستيوارت- فورد‘ بأحد سباقات البطولة.
بعد ذلك أمضى موسماً كاملاً في قسم رياضة المحركات في ‘بي أم دبليو‘، حيث شارك وادار المجموعة الهندسية المسؤولة عن تصميم وتطوير محرك الفورمولا 1 في فريق ويليامز عام 2001.
في الفترة بين عامي 2001 و2003 عاد صاحب الـ 51 عاماً إلى مصنع ‘كوزوورث‘ وشغل منصب رئيس قسم تطوير وتصميم محركات الفورمولا 1، قبل الانضمام إلى الشركة والتي عُرفت حينها بـ ‘مرسيدس- إيلمور‘ في عام 2004، للعمل على محرك الـ ‘V 10‘.
اقرأ أيضاً:
مدير المحركات السابق في مرسيدس يجهل خطوته المقبلة
تقارير: مدير المحركات السابق في مرسيدس رفض عرضاً من فيراري
لاحقاً، كان له الدور الأبرز في مشروع ‘إيلمور‘ للمحرك ثماني الأسطوانات ‘V8‘، حيث كان المخطط والمصمم لمشروع نظام تخظين الطاقة الحركية ‘KERS‘ آنذاك، والذي جُرّب للمرة الأولى في موسم 2009 من الفورمولا 1.
في ‘مرسيدس- بنز‘، عُيّن مديراً لبرنامج المحركات عالية الأداء في عام 2008 واستمر حتى 2013، وكان مسؤولاً عن تطوير مشروع وحدات الطاقة إضافة إلى مهام تنظيمية واستراتيجية في المجموعة الهندسية.
ومع دخول الفورمولا 1 الفترة الهجينة، انتقل كاول في كانون الثاني/ يناير من العام 2013، ليدير قسم مرسيدس لوحدات الطاقة عالية الأداء، حيث كانت أفكاره الهندسية للمحرك سداسي الأسطوانات ‘V6‘ الهجين خلف فترة الأمجاد الأخيرة للصانع الألماني في البطولة، والتي حصد فيها جميع الألقاب الممكنة في المواسم الستة الأخيرة.
افضت مجهودات كاول إلى تصميم المحرك الأوقى في تاريخ البطولة والذي حقق كفائة في تحويل الطاقة حتى 50% في عام 2017، خلال فحص المحرك على الداينو في مصنع ‘بريكسوورث‘.
ولما كان التركيز في البطولة في الفترة السابقة قبل دخول الحقبة الهجينة في عام 2014 على المحرك بشكل رئيسي، إلا ان التعديل في طريقة ومفهوم تصميم السيارة أعطى طريقة التعاطي مع هيكل السيارة وتأدية الإطارات أهمية خاصة.
لكن كاول خلال فترة عمله مرسيدس، منح المحرك دوراً رئيسياً كذلك، في طريقة استخراج أقصى قدرات السيارة وإمكانية زيادة قوة السحب خاصة على الإطارات الكبيرة في المواسم الثلاثة الماضية.
مع رحيل كاول عن مرسيدس، سيترك بالطبع خلفه عملاً كبيراً على الفريق الهندسي في قسم المحركات لمواصلة الإنجازات في البطولة، لكننا نأمل أن نرى أفكار الرجل الملهمة في ميادين أخرى لمحركات المستقبل.