حقق سائق فريق ريد بُل سيرجيو بيريز فوزًا مستحقًا بسباق جائزة سنغافورة الكبرى، الجولة 17 لموسم 2022 من بطولة العالم للفورمولا 1، مع تفوقه على منافسه في فيراري شارل لوكلير، فيما أكمل زميل لوكلير، كارلوس ساينز، مراكز منصة التتويج.
شهد هذا السباق دراما قبل انطلاقه، حيث أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى تأجيل الانطلاق بأكثر من ساعة كاملة، ريمثا تحسنت ظروف الحلبة.
اقرأ أيضًا: فريق ريد بُل يهاجم فيراري / ريد بُل بسبب التشهير
ولكن، مع انطلاق السباق، كانت ردة فعل سيرجيو بيريز مثاليةً مع تمكنه من خطف الصدارة من شارل لوكلير حتى قبل الوصول إلى المنعطف الأول، مع استخدام كافة السائقين للإطارات الإنترميديت.
التحدي الأبرز الذي واجه السائقين، في المرحلة الأولى من السباق، كان تحديد التوقيت المثالي للانتقال إلى استخدام الإطارات الملساء، وهو تحدي لم يكن سهلًا بسبب احتياج الحلبة لفترةٍ طويلة جدًا قبل الجفاف وتحسن ظروفها.
ومع انطلاقه من منطقة الصيانة، فإن سائق فريق مرسيدس جورج راسل كان أول سائقٍ اتخذ قرار الانتقال إلى استخدام الإطارات الملساء متوسطة القساوة، ولكن قراره لم يكن جيدًا مع عدم تسجيله لتواقيت تنافسية، حيث كان راسل مؤشرًا لبقية السائقين والفرق لتحديد موعد إجراء توقفات الصيانة.
ومع انتصاف السباق، فإن سرعة راسل تحسنت بشكلٍ ملحوظ، مع تسجيله لأسرع التواقيت لفةً تلو الأخرى، ما أدى إلى اتخاذ كافة السائقين لقرار بإجراء توقفات الصيانة واستخدام معظمهم للإطارات متوسطة القساوة.
واصل بيريز سباقه بالصدارة، أمام لوكلير، مع إحكام سيطرته على مجريات السباق بأكمله، ولكن تعرض سائق فريق ألفا تاوري يوكي تسونودا لحادثٍ في تلك اللفات، أدى إلى دخول سيارة الأمان واقتراب لوكلير من بيريز.
بعد مواصلة السباق، كان بإمكان لوكلير الضغط على بيريز لفةً تلو الأخرى، مع سعيه لخطف فوزٍ طال انتظاره بعد السباقات الماضية المليئة بالاضطرابات لفريق فيراري، ولكن كان بإمكان بيريز تحمل الهجوم العنيف الذي شنّه لوكلير لفةً باستمرار، ليضمن بذلك فوزه بسباق جائزة سنغافورة الكبرى، وهو ثاني فوز للمكسيكي في موسم 2022 بعدما كان قد فاز بسباق موناكو.
حيث جاء فوز بيريز بفارق 7.5 ث أمام لوكلير، ليضمن بذلك احتفاظه بالفوز حتى في حال حصوله على عقوبة 5 ثواني، بسبب خضوعه لتحقيقٍ بسبب مخالفة قوانين تعليمات سيارة الأمان خلال السباق.
كانت هناك دراما لأبطال العالم في هذا السباق. بالنسبة لـ ماكس فيرشتابن، فإنه انطلق من المركز الثامن، ولكن انطلاقته كانت سيئةً ليتراجع إلى المركز 12، وليبدأ بعدها شق طريقه للعودة إلى معركة الصدارة، حيث حقق تقدمًا جيدًا وكان السائق الوحيد الذي كان بإمكانه إكمال تجاوزات في تلك اللفات الأولى من السباق.
إلا أن فيرشتابن واجه تحدياتٍ صعبة أثناء محاولة تجاوز منافسه في ألبين فرناندو ألونسو أثناء التواجد بالمركزين السادس والسابع، حيث تبلورت خبرة ألونسو، الذي أصبح أكثر سائق خبرة في تاريخ الفورمولا 1 مع 350 سباق، وضمن استمرار تفوقه على فيرشتابن.
ولكن، مرةً أخرى، كان ألونسو ضحية مشاكل الموثوقية، مع تعطل وحدة الطاقة على متن سيارة ألبين الخاصة به، ولينسحب من السباق، وليبدأ بعدها فيرشتابن بمطاردة سائق فريق ماكلارين لاندو نوريس.
إلا أن فيرشتابن، ومع استخدام الإطارات متوسطة القساوة خلف سيارة الأمان، كان يسعى لتجاوز نوريس والتقدم إلى المركز الرابع على الفور.
فور مواصلة السباق، قلص فيرشتابن الفارق إلى نوريس، وحاول تجاوزه عند المنعطف السابع، ولكنه أغلق مكابحه ما أدى إلى خروجه عن حدود المسار، وتسطح الإطارات بشكلٍ كبير، وليُجبر على إجراء توقف صيانة إضافي ويستخدم الإطارات اللينة.
كما أن سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون أظهر وتيرةً جيدةً في المرحلة الأولى من السباق، مع تواجده بالمركز الرابع وضغطه المتواصل على سائق فريق فيراري كارلوس ساينز، إلا أنه ارتكب خطأً هو الآخر أثناء استخدامه للإطارات الإنترميديت، مع اصطدامه بالحائط، ولكنه تمكن من مواصلة القيادة وعاد إلى منطقة الصيانة، وواصل سباقه أمام فيرشتابن في اللفات الأخيرة في معركةٍ متجددة بين السائقين اللذان تنافسا على لقب بطولة العالم للفورمولا 1 العام الماضي.
اللفات الأخيرة شهدت اقتراب هاميلتون وفيرشتابن من سائق فريق أستون مارتن سيباستيان فيتيل، الذي تواجد بالمركز السابع، وارتكب هاميلتون خطأً إضافيًا ليتراجع في الترتيب إلى المركز التاسع، وليتمكن فيرشتابن من تجاوز فيتيل في اللفة الأخيرة، مع اجتياز هذا الثلاثي لخط النهاية بالمراكز السابع، الثامن، والتاسع مع فيرشتابن، فيتيل، وهاميلتون تباعًا.
كان سباق كارلوس ساينز وحيدًا طوال مجرياته، مع عدم إمكانية مجاراة وتيرة ثنائي الصدارة، وابتعاده بشكلٍ كبير، مع اجتيازه لخط النهاية بالمركز الثالث بفارق 7 ث خلف لوكلير.
كان هذا السباق مثاليًا لفريق ماكلارين، في ظل انسحاب ألونسو، وزميله في ألبين أيضًا إستيبان أوكون بسبب انفجار محرك سيارته، حيث تواجد لاندو نوريس ودانيال ريكاردو بالمركزين الرابع والخامس تباعًا مع تسجيلهما لعددٍ كبيرٍ من النقاط في المعركة المحتدمة ضد ألبين على المركز الرابع في ترتيب بطولة العالم للصانعين.
كما كان هذا السباق مثاليًا بالنسبة لفريق أستون مارتن، مع تواجد لانس سترول وسيباستيان فيتيل بالمركزين السادس والثامن تباعًا، فيما خطف بيار غاسلي آخر نقطةٍ مع اجتياز خط النهاية بالمركز العاشر مع فريق ألفا تاوري.
تواجد فالتيري بوتاس بالمركز 11، بينما انسحب زميله غوانيو جو عندما اصطدم به سائق فريق ويليامز نيكولاس لاتيفي، كما أُجبر زميل لاتيفي، أليكساندر ألبون، على الانسحاب إثر ارتكابه لخطأ أدى إلى تحطم الجناح الأمامي على متن سيارته، ولكنه تمكن من مواصلة القيادة، لينسحب في منطقة الصيانة.
وتفوق بوتاس على ثنائي هاس، كيفن ماغنوسن وميك شوماخر على الترتيب، فيما جاء جورج راسل بالمركز الاخير مع فريق مرسيدس، وسجل أسرع توقيتٍ، علمًا أنه لن يحصل على نقطةٍ إضافية بسبب عدم اجتياز خط النهاية ضمن المراكز العشرة الأولى.
View this post on Instagram