سباقٌ مذهل، دراماتيكي، جنوني، مليء بالإثارة من جهة، واللحظات المؤلمة من جهةٍ أخرى، انتهى بتحقيق سيرجيو بيريز لفوزه الأول في الـ فورمولا 1، في سباقٍ مؤلم لسائق فريق مرسيدس جورج راسل لم يشهد وقوف الحظ إلى جانبه.
راسل كان قد أكمل سباقاً مثالياً منذ الانطلاقة، عندما تقدم إلى المركز الأول وصولاً إلى المنعطف الأول، فارضاً سيطرته على زميله فالتيري بوتاس، في سباقه الأول مع فرق مرسيدس إثر غياب بطل العالم السباعي لويس هاميلتون بسبب إصابته بفيروس كورونا.
اللفة الأولى شهدت دخول سيارة الأمان، بسبب حادثٍ بين سائق فريق رايسنغ بوينت سيرجيو بيريز، وسائق فريق فيراري شارل لوكلير، أدى إلى الاحتكاك بسيارة ريد بُل الخاصة بـ ماكس فيرشتابن.
إلا أن بيريز تمكن من مواصلة السباق وإجراء توقف صيانة اضطراري، فيما كان بإمكان راسل التحليق في الصدارة أمام بوتاس، وسائق فريق ماكلارين كارلوس ساينز بالمركز الثالث.
استراتيجية مرسيدس كانت بسيطةً، مع إجراء توقف صيانة وحيد لكل من راسل وبوتاس، والانتقال إلى استخدام الإطارات القاسية حتى نهاية السباق.
تم تنفيذ تلك الاستراتيجية بنجاح، في ظل الأفضلية المريحة جداً في الأداء التي تمتع بها فريق مرسيدس على كافة منافسيه.
فريق مرسيدس كان في وضعٍ مريح للفوز بالسباق وتحقيق ثنائية المركزين الأول والثاني مع راسل وبوتاس تباعاً. إلا أن دخول سيارة الأمان، في اللفة 63 من السباق إثر ارتكاب سائق فريق ويليامز جاك أيتكن لخطأ في سباقه الأول في الفورمولا 1 عند المنعطف الأخير أدى إلى خسارة الجناح الأمامي، دفع فريق مرسيدس لإجراء توقف صيانة مزدوج.
توقف الصيانة ذلك كان فوضوياً للغاية. إذ أن راسل مُنح مجموعة الإطارات متوسطة القساوة الخاطئة، وغادر منطقة الصيانة، فيما توقف بوتاس لفترةٍ طويلة مع إدراك فريق مرسيدس للخطأ الذي ارتكبه، وليعيد إلى بوتاس مجموعة الإطارات القاسية التي كان يستخدمها.
بدأ سباق مرسيدس بالتدهور منذ تلك المرحلة، مع تراجع بوتاس وراسل إلى المركزين الرابع والخامس تباعاً خلف سيارة الأمان، فيما تواجد بيريز، الذي أكمل استراتيجية التوقف مرتين بأسلوبٍ مذهل، في الصدارة وأكمل سلسلةٍ من التجاوزات الجريئة ليكون، قبل مشاكل مرسيدس، في طريقه للصعود إلى منصة التتويج.
بيريز تصدر أمام سائق فريق رينو إستيبان أوكون، الذي نجح بإكمال استراتيجية توقف وحيد، وزميل بيريز في الفريق لانس سترول الذي نجح أيضاً بإكمال استراتيجية التوقف الوحيد.
بعد مواصلة السباق، مع تبقي 20 لفة على النهاية، كانت سرعة راسل مذهلةً بالفعل، وكان من الواضح أنه يتجه نحو استعادة الصدارة، مع إكماله لسلسلة تجاوزات رائعة لفةً تلو الأخرى، متجاوزاً كافة منافسيه، وكان يتجه نحو الفوز بسباقه الأول في الفورمولا 1 بأسلوبٍ رائع.
ولكن، في اللفة 79 من السباق، مع تبقي أقل من 10 لفات على النهاية، واجه راسل ثقباً في الإطار الخلفي الأيسر على متن سيارته، ليكمل توقف صيانة آخر تراجع على إثره في الترتيب، وليضمن بذلك بيريز تحقيق فوزه الأول في الفورمولا 1 في سباقٍ مذهل، خالي من المشاكل للمكسيكي الذي يرحل عن فريقه نهاية الموسم الحالي.
كما كانت النتيجة رائعة لـ أوكون، الذي حقق منصة التتويج الأولى له في الفورمولا 1 مع فريق رينو، أمام سترول الذي أكمل مراكز منصة التتويج بالمركز الثالث، رغم أنه تعرض لضغطٍ هائل من سائق فريق ماكلارين كارلوس ساينز، الذي اتبع، كما هو الحال مع سائق رينو دانيال ريكاردو، الاستراتيجية الخاطئة التي أدت إلى تراجعهما وخروجهما من معركة منصة التتويج لاجتياز خط النهاية بالمركزين الرابع والخامس تباعاً.
المركز السادس كان من نصيب سائق فريق ريد بُل أليكساندر ألبون، في سباقٍ لوحده للتايلندي، لم يلعب فيه أي دورٍ في معركة الصدارة في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي حصلت أمامه، ومتفوقاً على سائق فريق ألفا توري دانيل كفيات.
ثنائي مرسيدس أنهى السباق بالمركزين الثامن والتاسع تباعاً مع راسل وبوتاس تباعاً، وأكمل لاندو نوريس المراكز العشرة الأولى لمصلحة ماكلارين بعدما انطلق من مؤخرة الترتيب.
بيار غاسلي أنهى السباق على أعتاب النقاط، بالمركز 11 لمصلحة فريق ألفا توري، متفوقاً على ممثل فيراري الوحيد سيباستيان فيتيل، الذي واجه سباقاً كارثياً مع معاناته لمشاكل في توقفي الصيانة مع فريق فيراري وخسارته لتوقيتٍ ثمين، وليجتاز خط النهاية أمام ثنائي ألفا روميو أ،طونيو جيوفينازي وكيمي رايكونن، فيما جاء ثنائي هاس كيفن ماغنوسن وبييترو فيتيبالدي بالمركزين 15 و17 وفصل بينهما جاك أيتكن في سباقه الأول في الفورمولا 1.