بدأت الفرق تجاربها الشتوية لموسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1 في حلبة برشلونة الإسبانية. بالنسبة لـ مرسيدس، من المؤكد أن أبطال العالم توصلوا إلى ابتكاراتٍ سعياً لاستمرار سيطرتهم للموسم السابع على التوالي، وأيضاً مع التفكير بالمستقبل طويل الأمد رغم التغييرات الجذرية في القوانين في 2021…
عاماً تلو الآخر، يجد فريق مرسيدس أساليباً للاستمرار بتفوقه على منافسيه في بطولة الفورمولا 1. هذه البطولة التي يعتبر الوصول فيها إلى القمة صعباً، ولكن المحافظة على المركز في الصدارة يعتبر أصعب بكثير.
رغم ذلك، تمكن فريق مرسيدس من الفوز بلقب بطولة العالم للسائقين والصانعين للعام السادس على التوالي في 2019. ومع سيارة ‘دبليو 11’، التي تعتبر مشابهةً إلى حد كبير لسيارة العام الماضي، فإن هناك بعض الابتكارات على صعيد نظام التعليق الخلفي.
نظام التعليق الخلفي يعتبر تقليدياً في الأعوام الأخيرة، لا يعتبر إحدى أبرز النقاط أو الجوانب التي تعمل الفرق على تطويرها. إلا أن فريق مرسيدس توصل إلى حل مبتكر بالفعل، قد يمنح الفريق أفضليةً في 2020، إضافةً إلى كونه ‘نواةً’ لتصميم سيارة السنة المقبلة.
يتألف نظام التعليق الخلفي، بشكلٍ أساسي، من أذرعة علوية وأذرعة سفلية، تكون عادةً الزاوية بينها حادّة عند النظر إليها من الأعلى.
ولكن، مع سيارة ‘دبليو 11’، فإن الأذرع العلوية بقيت تقليديةً كما هو الحال مع كافة الفرق، وهي متصلة مع علبة التروس. لكن بالنسبة للأذرع السفلية، فإنها أصبحت متموضعة بشكلٍ شبه متوازي مع الأذرع العلوية، ومتصلة ببنية الاصطدام الخلفي.
هذا الحل مبتكر جداً، وغير مسبوق أيضاً. إذ أن التيارات الهوائية تتدفق من الجناح الأمامي، عبر الصفائح الجانبية والفتحات الجانبية، عبر أرضية السيارة حول الجوانب، هكذا وصولاً إلى موزع الهواء الخلفي لتوليد الارتكازية التي تمنح السيارة سرعةً كبيرةً أثناء اجتياز المنعطفات متوسطة وعالية السرعة.
اقرأ أيضاً: بوتاس: سيارة مرسيدس قوية لكن هناك بعض نقاط الضعف
عادةً، تصل التيارات الهوائية إلى القسم الخلفي من الأرضية، لتجد الأذرع السفلية لنظام التعليق الخلفي، ولتتكون اضطرابات نتيجة لذلك لا بد من تنظيمها قبل توجيه الهواء، بكميةٍ أقل، نحو موزع الهواء الخلفي.
ولكن ما قام به فريق مرسيدس حل ذكي جداً، مع إبعاد تلك الأذرع السفلية عن طريق تدفق التيارات الهوائية، وتنظيف الأرضية فعلياً، وإخلاء المجال أمام تدفق التيارات الهوائية لتصل بأقصى كمية ممكنة إلى موزع الهواء الخلفي.
هذا الحل غير سهل بالتأكيد، لأن أذرع نظام التعليق تتعرض لإجهاداتٍ هائلة تحت ضغط سرعة سيارات الفورمولا 1. بالتالي، فإن هذا الحل يتطلب زيادة وزن تلك الأذرع، وزيادة وزن نقاط التموضع مع بنية الاصطدام الخلفي.
زيادة وزن السيارة يؤدي إلى إبطائها، بالتأكيد. لكن في الوقت ذاته فإن زيادة مستويات الارتكازية، الناجمة عن وصول تيارات هوائية بكمية أكبر، ومنظمة بشكلٍ أفضل، نحو موزع الهواء الخلفي سيؤدي إلى تعويض تأثير زيادة الوزن، وسيمنح السيارة سرعةً لا يستهان بها عبر المنعطفات السريعة.
قد تكون هناك بعض نقاط الضعف لهذا النظام، أو بعض الشكوك، حول مدى فعاليته على صعيد التماسك الميكانيكي، أو اجتياز المنعطفات البطيئة، لكن بالتأكيد هذا حل مبتكر من مرسيدس، ويؤكد ما صرّح به أعضاء الفريق خلال الفترة الشتوية عندما أشاروا إلى وجود ‘ابتكارات غير مسبوقة’.
من جهةٍ أخرى، ورغم أن تغييرات القوانين بشكلٍ جذري السنة المقبلة ستعني أنه لا يوجد العديد من الجوانب التي يمكن الاستفادة منها من 2020 إلى 2021، إلا أن هذا التصميم لنظام التعليق الخلفي قد يكون مفيداً للأسهم الفضية مع سيارة السنة المقبلة.
اقرأ أيضاً: مرسيدس: هدفنا أن نكون تنافسيين في 2020 و2021
إذ أن سيارات موسم 2021 ستتميز باعتمادها على الأرضية لتوليد الارتكازية، من خلال وجود ‘أخاديد’ في الأرضية لتغذية موزع الهواء الخلفي بكمية كبيرة من تدفق التيارات الهوائية.
وبالتالي، فإن اعتماد مرسيدس لهذا التصميم لنظام التعليق الخلفي قد يعني تنظيف منطقة الأرضية، مع ‘أخاديدها’، في سيارة موسم 2021 لضمان الاستفادة من تأثير الأرضية بأفضل طريقة ممكنة.
الوقت يبقى مبكراً جداً، ومن المؤكد أن فريق مرسيدس سيواجه منافسةً شرسةً من ريد بُل، أو حتى من فيراري في ظل عدم تركيز الفريق في الأداء في الوقت الحالي. إلا أن بداية موسم 2020 تبدو واعدةً بالفعل بالنسبة للأسهم الفضية.