شهدت الحصة التأهيلية لسباق جائزة موناكو الكبرى، خامس جولات موسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1، منافسةً مذهلةً بين فيراري، ريد بُل، ومرسيدس حُسمت لمصلحة سائق فريق فيراري شارل لوكلير الذي ضمن الحصول من مركز الانطلاق الأول.
وتُعتبر الحصة التأهيلية في شوارع مونتي كارلو من الأصعب في الفورمولا 1، والأكثر أهميةً أيضاً، نظراً لضيق مسار الحلبة وصعوبة التجاوزات في السباق.
وفي حين أن الجولات الأربعة الأولى من الموسم شهدت احتدام المنافسة بين مرسيدس وريد بُل، فإن الوضع اختلف في موناكو، حيث دخل فريق فيراري دائرة المنافسة، بالترافق مع تراجع مرسيدس بعض الشيء، خصوصاً مع لويس هاميلتون، بينما استفاد فالتيري بوتاس من إجراء تغييرات ضخمة في معايير ضبط سيارته قبل انطلاق الحصة التأهيلية ولينعكس ذلك على تحسن تأديته.
كما أن طبيعة حلبة موناكو كانت تعني صعوبة تعامل السائقين مع الإطارات، وضمان تواجدها في المجال المثالي لدرجات الحرارة، حيث اختلفت تكتيكات السائقين بين إكمال لفة استطلاعية وحيدة ثم الضغط للفةٍ سريعة، أو إكمال لفتين استطلاعيتين ومن ثم الضغط سعياً لتسجيل أسرع التواقيت.
اللفات السريعة الأولى في القسم الثالث من الحصة التأهيلية شهدت تسجيل لوكلير لأسرع توقيتٍ، مع 1:10.346 د، وليتفوق بـ 0.230 ث على فيرشتابن، فيما كانت الفروقات بسيطة جداً إلى المركزين الثالث والرابع مع فالتيري بوتاس وكارلوس ساينز تباعاً.
اتجهت الأنظار بعدها إلى اللفات السريعة الأخيرة.
بدأ فيرشتابن لفته السريعة، ولكن بعد اجتياز المقطع الأول، خفف سرعته واختار إكمال لفتين استطلاعيتين لرفع درجة حرارة الإطارات، وليضمن التمتع بأفضل مستوى أداء مع التوجه إلى اللحظات الأخيرة من الحصة التأهيلية.
بينما كان لوكلير، خلف فيرشتابن، قد خرج من منطقة الصيانة لإكمال لفتين استطلاعيتين قبل محاولته الأخيرة لضمان الانطلاق أولاً في بلاده وأمام جماهيره.
ولكن، مع خروجه من منعطف Swimming Pool في حلبة موناكو في لفته السريعة الأخيرة، تعرض لوكلير لحادثٍ عنيف مع تبقي 18 ثانية على نهاية الحصة التأهيلية، ما أدى إلى رفع الأعلام الحمراء.
هذا الأمر حال دون تحسين أي سائق لتوقيته، وليضمن بذلك لوكلير انطلاقه من المركز الأول، إلا أنه قد يخسر هذا المركز في حال كان هناك ضرر في هيكل السيارة أو في علبة التروس.
هذه الأعلام الحمراء حالت دون تحسين فيرشتابن لتوقيته، حيث كان قد سجل أسرع توقيتٍ على الإطلاق في المقطع الأول، وليكتفي بالمركز الثاني أمام سائق فريق مرسيدس فالتيري بوتاس.
أما بالنسبة لـ هاميلتون، فإن بطل العالم سبع مراتٍ لم يتمتع بالوتيرة اللازمة للمنافسة في الصدارة طوال مجريات هذه الجولة، واكتفى بالمركز السابع فقط، واحتك بالحواجز المعدنية في لفته السريعة الأخيرة رغم أنه لم يتعرض لحادث، وعاد إلى منطقة الصيانة.
بينما كان زميل لوكلير في الفريق، كارلوس ساينز، في طريقه لتحقيق نتيجة قوية أيضاً، إلا أنه تضرر من رفع الأعلام الحمراء أيضاً، واكتفى نتيجةً لذلك بالمركز الرابع أمام زميله السابق، وسائق فريق ماكلارين، لاندو نوريس.
لم يتمكن زميل نوريس في الفريق، الأسترالي دانيال ريكاردو، من مجاراة وتيرة زميله، حيث اكتفى ريكاردو، في سباقه الأول في موناكو مع فريق ماكلارين، بالمركز 12 فقط.
بيار غاسلي تفوق على هاميلتون، حيث ضمن سائق فريق ألفا تاوري الانطلاق من المركز السادس، فيما جاء سيباستيان فيتيل ثامناً أمام زميل فيرشتابن في الفريق سيرجيو بيريز.
هذا التفوق من طرف فيتيل، الذي يستمر باكتساب ثقة إضافية مع أسلوب قيادة فريق أستون مارتن، قابله تراجع لانس سترول، الذي لم يتأهل ضمن المراكز العشرة الأولى، وإنما ينطلق من المركز 13.
كان أنطونيو جيوفينازي أحد نجوم هذه الحصة التأهيلية، إذ أنه أظهر مستوى أداء قوي مع فريق ألفا روميو، الذي يعتبر من الفرق الأضعف في منطقة متوسط الترتيب، حيث ضمن جيوفينازي التأهل ضمن المراكز العشرة الأولى، بينما اكتفى زميله كيمي رايكونن بالمركز الرابع عشر.
إستيبان أوكون أظهر مستوى أداء جيد لفريق ألبين، إذ أنه كان على بعد أقل من 0.1 من التأهل ضمن المراكز العشرة الأولى، وليكتفي بالمركز الحادي عشر على شبكة الانطلاق، بينما عانى زميله المخضرم فرناندو ألونسو في حلبةٍ تتطلب ثقةً كبيرةً للسائق بسيارته، ولم يتمكن من التأهل إلى القسم الثاني من الحصة التأهيلية، واكتفى بالمركز 17 أمام سائق فريق ويليامز نيكولاس لاتيفي [بينما تألق زميله جورج راسل ليتأهل إلى القسم الثاني ويحصل على المركز 15 مجدداً]، وثنائي هاس نيكيتا مازيبين وميك شوماخر الذي لم يشارك في الحصة التأهيلية بعد تعرضه لحادثٍ عنيف في التجارب الثالثة.