ينطلق موسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1، وأخيراً، الأسبوع المقبل. حيث تستضيف حلبة ريد بُل رينغ جولتَين في أسبوعين متتاليين. في ما يلي، نستعرض سويةً أبرز الأخبار التي تصدرت العناوين قبل إيقاف موسم 2020 وتأجيله.
عطلةٌ طويلةٌ أمضاها عشاق الفورمولا 1 والعاملين فيها بانتظار تحسن الظروف العالمية، بعد تفشي وباء فيروس كورونا، على أمل انطلاق الموسم بأسرع وقتٍ ممكن. خلال تلك العطلة، لربما أصبحت العناوين التي تحدثنا عنها قبل جائزة أستراليا الكبرى، التي أُلغيت عشية انطلاقها، بعيدةً عنا.
لكن، وسعياً للعودة إلى أجواء الجوائز الكبرى ومتابعة أبرز تفاصيل ومستجدات عالم الفورمولا 1 مجدداً، نستعرض وإياكم أبرز الأخبار، والتي كان هناك جزء منها مثير للجدل جداً، مع توجه الفورمولا 1 إلى حلبة ألبرت بارك، والتي يُمكن أن نرى مواصلة الحديث عنها، واشتعال بعض القضايا مجدداً، مع توجه الفورمولا 1 إلى النمسا الأسبوع المقبل.
إبداعات مرسيدس على الصعيد التقني وردود فعل المنافسين
السيطرة المطلقة لـ مرسيدس في الحقبة الهجينة في الفورمولا 1، والفوز بكافة ألقاب السائقين والصانعين منذ 2014، تعني أن فريق مرسيدس توجه إلى موسم 2020 المرشح الأبرز للمنافسة على الألقاب مجدداً مع سائقه، بطل العالم السداسي، لويس هاميلتون.
رغم ذلك، فاجأ فريق مرسيدس الجميع بابتكاراته التقنية مع سيارة “دبليو 11”. التصميم الذي أثار دهشة الجميع كان نظام التوجيه ثنائي المحور DAS، والذي يعتمد على تغيير زاوية ميلان العجلات أثناء القيادة، من خلال حركة المقود وفق محورٍ نحو السائق، لتقليل تآكل الإطارات وتحسين ارتكازية السيارة في المنعطفات بالترافق مع تقليل قوة السحب.
اقرأ أيضاً:
ريد بُل: نظام DAS يثبت الضرورة لإغلاق الثغرات في القوانين
فريق ريد بُل يخطط للاعتراض على تصميم DAS
هاميلتون يكشف عن مساعدته لـ مرسيدس في تصميم DAS
وفي حين أكد الاتحاد الدولي للسيارات أنه سيتم حظر نظام DAS السنة المقبلة، أمام فريق مرسيدس موسم 2020، بنسخته المختصرة لإطلاق العنان لسيارتهم مع هذا الابتكار الذي يثقون بقانونيته.
إلا أن ابتكارات مرسيدس لم تقف عند ذلك الحد مع سيارة “دبليو 11″، بل إن هناك تصميم لا يقل أهميةً عن نظام DAS، بل ربما يعتبر أفضل، ألا وهو نظام التعليق الخلفي.
المزيد من الأخبار!
فريق مرسيدس أفضل من ريد بُل فقط بسبب DAS
وولف اختبر نظام DAS بعد التشكيك بفعاليته
فيتيل: نظام التوجيه ثنائي المحور ليس مفتاح الفوز
أسلوب تصميم مرسيدس لنظام التعليق الخلفي على متن السيارة الجديدة يسمح بتدفقٍ ممتاز للتيارات الهوائية وصولاً إلى موزع الهواء الخلفي، من خلال تصميم الأذرع بأسلوبٍ مبتكر وغير مسبوق. ورغم أن هذا التصميم كان يُفترض أن يكون بمثابة نواة لتصميم سيارة السنة المقبلة مع الحقبة الجديدة، إلا أن تأجيل تغييرات القوانين حتى 2022 يعني أن علينا الانتظار بعض الشيء لرؤية كيف سيقوم فريق مرسيدس بترجمة هذا التصميم إلى السيارة الجديدة.
تحليل: فريق مرسيدس يبدع مع نظام التعليق الخلفي
ومن الابتكارات الأخرى، لا بد لنا من التطرق إلى فتحات تهوية المكابح الخلفية لسيارة مرسيدس “دبليو 11″، والتي شكك فريق ريد بُل بموثوقيتها، بل أنه طلب تفسيراً من الاتحاد الدولي الذي أكد أن مثل هذا التصميم قد يكون مخالفاً للقوانين، ما أجبر فريق مرسيدس على إجراء تعديلات في التصميم.
ولكن سيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف تعامل فريق مرسيدس مع هذه النقطة خلال العطلة المطوّلة، وإن كان سيكشف عن مواصفاتٍ مختلفة لفتحات تهوية المكابح في النمسا.
دراما محركات فيراري والتسوية السرية مع الاتحاد الدولي للسيارات!
كان يُفترض بأن يشهد موسم 2020 العديد من المعارك والنزاعات السياسية خلف الكواليس بين مختلف الأطراف والفرق، مع السعي إلى توقيع اتفاقيات كونكورد جديدة، والشكوك التي تحيط بمصير ومستقبل كل فريق في الفورمولا 1.
لكن لربما تمثّل النزاع السياسي الأبرز بعد نهاية التجارب الشتوية بالمفاجأة من العيار الثقيل التي أفاد بها الاتحاد الدولي للسيارات، حيث أعلن في بيانٍ مختصر، فور انتهاء التجارب الشتوية لضمان عدم الحديث مع وسائل الإعلام، عن التوصل إلى تسوية مع فريق فيراري بخصوص وحدات طاقة الصانع الإيطالي وقانونيتها، وأن تفاصيل هذه التسوية ستبقى سريةً ولن يتم الإفصاح عنها.
اقرأ أيضاً:
هاميلتون: كان يجب التعامل مع تسوية فيراري بشكلٍ أفضل
إكليستون: على فرق الفورمولا 1 مقاضاة الاتحاد الدولي بخصوص تسوية فيراري
التسوية مع فيراري انتحار سياسي للاتحاد الدولي للسيارات
هذا الأمر، بطبيعة الحال، أدى إلى استياء كافة فرق الفورمولا 1 التي لا تستخدم وحدات طاقة فيراري، مع توقيع تلك الفرق السبعة على عريضةٍ تطالب بالإفصاح عن تفاصيل هذه التسوية وأن الإبقاء على سريتها يخالف الأخلاق الرياضية والمنافسة النزيهة.
ولكن من وجهة نظر الاتحاد الدولي للسيارات، ولـ فيراري بالتأكيد، فإن ما حصل كان أمراً طبيعياً ولا يستدعي أية اعتراضات، وأن هذه التسوية “لا تعني بالضرورة مخالفة فيراري للقوانين على صعيد وحدات الطاقة”.
المزيد من الأخبار!
المجلس الأعلى لرياضة المحركات يدعم التسوية مع فيراري
الاتحاد الدولي يدافع عن تفاصيل التسوية مع فيراري
يستمر الغموض حتى الآن بخصوص طبيعة تلك التسوية، ورغم هدوء مرسيدس، إلا أن فريق ريد بُل على وجه الخصوص يعتبر من الأكثر استياءً، وكان قد هدد قبل جولة أستراليا باتخاذ العديد من الإجراءات وبذل مجهود كبير سعياً لكشف تفاصيل هذه التسوية، ومن المرجح أننا سنشهد مواصلة هذه الجهود مع وصول الفورمولا 1 إلى النمسا.
سيارة “مرسيدس الزهرية” مع تفوق رايسنغ بوينت
فريق رايسنغ بوينت، عندما كان يُعرف بـ “فورس إنديا”، كان أحد أفضل فرق متوسط الترتيب، وحصل على المركز الرابع في ترتيب الصانعين عدة مراتٍ.
هذا الفريق يُعتبر بأنه الأفضل على صعيد فعاليته مقارنةً مع ميزانيته. فمع إمكانياتٍ متواضعة جداً، يمكن لهذا الفريق تحقيق نتائج قوية وملفتة للنظر.
ولكن خلال العامَين الماضيين، تراجعت تأدية الفريق بعض الشيء بسبب الصعوبات المالية قبل استحواذ لورينس سترول على الفريق وإعادة هيكلته وضخ الأموال بشكلٍ كبير.
في التجارب الشتوية لموسم 2020، لفت فريق رايسنغ بوينت الأنظار مع تصميم سيارة مشابهة، لدرجةٍ قريبة من التطابق، من سيارة مرسيدس من العام الماضي، وبالتالي هناك تشابه كبير مع سيارة مرسيدس لموسم 2020 أيضاً.
فريق رايسنغ بوينت أكد أنه لم يخالف القوانين، وأكد أنه لم يحصل على أية مساعدة أو بياناتٍ من مرسيدس، وإنما اكتفى بدراسة صور عالية الدقة لسيارة مرسيدس من العام الماضي لتصميم سيارته لموسم 2020.
هذا الأمر أثار استياء عدة فرق، من ضمنها فريق ماكلارين وفريق رينو أيضاً، مع التخطيط لإمكانية الاعتراض على هذه السيارة في جولة أستراليا، وهو أمرٌ يمكن حصوله مع انطلاق موسم 2020 من النمسا.
اقرأ المزيد!
فريق رايسنغ بوينت يدرك أن هناك نقاط ضعف في سيارته
سيارة رايسنغ بوينت لـ 2020 الأفضل في مسيرة بيريز
فريق رايسنغ بوينت يجهل لمَ قد تعترض فرق على سيارته
ولكن فريق رايسنغ بوينت أكد أن لديه ثقة مطلقة بعدم مخالفته للقوانين، وبالتالي قد نشهد في السباقات الأولى من الموسم تفوقاً لـ رايسنغ بوينت، بينما قد تتغير موازين القوى في المراحل اللاحقة نظراً لأن فريق رايسنغ بوينت يدرك أن تطوير سيارته سيكون محدوداً في 2020.
في الوقت ذاته، قد تكون الأفضلية لـ رايسنغ بوينت خلال المنظور طويل الأمد، نظراً لأن على فرق الفورمولا 1 استخدام هياكل سيارات الموسم الحالي في 2021، وبالتالي قد تستمر أفضلية رايسنغ بوينت، وقد نرى عودة الفريق المتمركز في سيلفرستون ليتصدر متوسط الترتيب، ولمَ لا، قرع أبواب الثلاثة الكبار، إذ أكد فريق فيراري أنه يراقب تأدية سيارة مرسيدس الزهرية بحذر.
تصاميم جديدة ومثيرة للخوذ سباقاً تلو الآخر!
حسناً، بعيداً عن الضجة الإعلامية المحيطة بكل الأخبار السابقة، والنزاعات السياسية بين مختلف الأطراف، كان هناك تغيير “خفيف” ومنعش على صعيد القوانين الرياضية للبطولة.
إذ أكد الاتحاد الدولي أنه، وبدءاً من موسم 2020، سيكون بإمكان السائقين استخدام تصميم مختلف للخوذ جولةً تلو الأخرى دون أية قيود.
هذا الأمر يأتي بعدما كان الاتحاد الدولي قد فرض على كل سائق استخدام تصميم وحيد لألوان خوذته طوال الموسم، مع وجود استثناء وحيد في جولةٍ واحدة من الموسم تكون مميزةً لهذا السائق.
ولكن، في موسم 2020، سيكون بإمكان السائقين تغيير خوذهم بدون أية قيود، وكنا قد رأينا بالفعل، في يوم الخميس في أستراليا، العديد من الألوان المختلفة والرائعة التي ينتظر السائقون استخدامها بفارغ الصبر.
سيكون من المذهل متابعة ومعرفة ما هي الألوان التي سيحملها كل سائقٍ في مختلف سباقات 2020، ولكن الإثارة الأكبر هي انطلاق موسم 2020 من الفورمولا 1 الأسبوع المقبل من حلبة ريد بُل رينغ.
تابعونا لتبقوا على اطلاعٍ على أبرز وآخر أخبار الفورمولا 1 مع هذه السلسلة المثيرة من السباقات الأوروبية التي تنتظرنا!