فرض سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون سيطرته المطلقة، مع عدم إمكانية أي سائقٍ من منافسه، مع فوزه بسباق جائزة إسبانيا الكبرى، سادس جولات موسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1، منهياً سباقه أمام منافسه في ريد بُل ماكس فيرشتابن، فيما جاء زميل هاميلتون في الفريق فالتيري بوتاس بالمركز الثالث.
حيث تمتع لويس هاميلتون بوتيرةٍ مذهلةٍ طوال مجريات السباق الذي أُقيم في حلبة برشلونة الإسبانية، حيث كانت هناك توقعات بأن يتمكن سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن من منافسة مرسيدس، مع وجهة نظرٍ بأن لديه السيارة الأسرع في ظروف السباق، حيث كانت تلك نقطة تخوف فريق مرسيدس.
رأي: هل استغل فريق مرسيدس حصة إسبانيا التأهيلية لاختبار المحرك
ماكس فيرشتابن تمكن، بالفعل، من تحقيق تقدم ملحوظ عند انطلاقة السباق، في ظل الانطلاقة السيئة لزميل هاميلتون في الفريق بوتاس، الذي تراجع إلى المركز الرابع في ظل تقدم فيرشتابن إلى المركز الثاني، وأيضاً تقدم سائق رايسنغ بوينت لانس سترول إلى المركز الثالث.
لم يكن بوتاس بحاجةٍ سوى لبضعة لفاتٍ قبل تقدمه إلى المركز الثالث متجاوزاً سترول، وليبدأ بعد ذلك بمطاردة فيرشتابن.
ولكن في الصدارة، ورغم محاولة فيرشتابن تقليص الفارق إلى هاميلتون، ولكن بعد بضعة لفاتٍ على الانطلاق كان بإمكان هاميلتون توسيع أفضليته بشكلٍ ملحوظ، وتسجيل سلسلة من التواقيت السريعة وليصل الفارق بينه وبين فيرشتابن إلى 8.5 ث بحلول توجه فيرشتابن لإجراء توقف الصيانة الأول مع نهاية اللفة 21.
اختار فريق مرسيدس تأخير توقفات سائقَيه الأولى بضعة لفاتٍ، حيث توجه هاميلتون، وتبعه بوتاس، إلى منطقة الصيانة في نهاية اللفة 23، مع استخدام ثلاثي الصدارة لإطاراتٍ متوسطة القساوة.
ولكن، إثر التوقف البطيء لـ هاميلتون، كان الفارق قد انخفض إلى 4 ثواني بينه وبين فيرشتابن، وأظهر الأخير وتيرةً جيدةً بعد توقفات الصيانة، قبل أن يتكرر سيناريو المرحلة الأولى من السباق حيث أظهر هاميلتون وتيرةً قويةً، مع قدرته على توسيع الفارق إلى 10 ثواني أمام فيرشتابن.
بقي الحال على ما هو عليه بعد توجه فيرشتابن، الذي لم يتمكن من مجاراة وتيرة مرسيدس إثر معاناته الشديدة مع الإطارات، وليتراجع بشكلٍ ملحوظ بعد إجراء توقفات الصيانة الثانية التي أكملها السائقون الثلاثة الأوائل دون مشاكل، والتي تخللها جدل بسيط بين هاميلتون وفريقه مرسيدس بخصوص نوعية الإطارات التي يجب استخدامها، وليختار هاميلتون الإطارات متوسطة القساوة، بخلاف زميله بوتاس الذي اختار استخدام الإطارات اللينة.
استراتيجية بوتاس كانت تهدف لمحاولة تقليص الفارق إلى فيرشتابن في المرحلة الأخيرة من السباق، ولكن ذلك لم ينجح مع الفنلندي، حيث بقي ترتيب ثلاثي الصدارة على ما هو عليه، مع قدرة هاميلتون على اجتياز خط النهاية بالمركز الأول محققاً فوزه الرابع في موسم 2020، وليعزز بذلك صدارته في ترتيب بطولة العالم للسائقين.
فيما اختار فالتيري بوتاس إجراء توقف صيانة متأخر ليضمن تسجيل أسرع توقيت في السباق، نظراً للفارق الكبير بينه وبين صاحب المركز الرابع في الحلبة.
ثلاثي الصدارة كان في كوكبٍ آخر في كافة المقاييس، مع قدرة هاميلتون على تجاوز صاحب المركز الرابع بلفةٍ كاملةٍ، في ظل احتدام المعركة في منطقة متوسط الترتيب.
حيث شهد السباق معركةً بين ثنائي فريق رايسنغ بوينت سيرجيو بيريز ولانس سترول بعد توقفات الصيانة الأولى، حُسمت لـ بيريز الذي اختار إكمال استراتيجية التوقف الوحيد في هذا السباق، ولكنه حصل أيضاً على عقوبة إضافة 5 ثواني على توقيته بسبب تجاهله للأعلام الزرقاء.
إلا أن بيريز تعرض لضغطٍ كبير في اللفات الأخيرة من السباق، مع تمكن زميله لانس سترول من تقليص الفارق إليه إلى حدود الـ 3 ث، ما يعني أن سترول سيصنف بالمركز الرابع أمام بيريز بعد تطبيق العقوبة على المكسيكي.
ورغم الوتيرة الجيدة التي أظهرها كارلوس ساينز في سباق بلاده، إلا أن سائق فريق ماكلارين خسر ثانيتين كاملتين أُناء تواجده في المركز السادس، وكان يسعى للتفوق على بيريز من خلال عقوبته، ولكنه لم ينجح بذلك، وليكتفي ساينز بالمركز السادس عند خط النهاية.
كان هذا السباق سيئاً لفريق فيراري مرةً أخرى، إذ أن شارل لوكلير عانى من مشكلةٍ كهربائية في محرك سيارته أدت إلى انزلاق سيارته في اللفة 38 من السباق عند المنعطف المزدوج الأخير، ورغم قدرته على مواصلة القيادة، إلا أن حزام الأمان لم يعد مثبتاً نتيجة هذا الانزلاق، وعاد إلى منطقة الصيانة لينسحب من السباق.
أما بالنسبة لزميله سيباستيان فيتيل، فإن الألماني أظهر تأديةً جيدةً، وانتقل إلى استخدام الإطارات اللينة بعد توقف الصيانة الأول له، وليختار بذلك استراتيجية التوقف الوحيد، بأسلوبٍ مشابهٍ لـ بيريز، كما أنه تواجد خلف بيريز في اللفات الأخيرة من السباق.
إلا أن وتيرة فيتيل تراجعت بشكلٍ ملحوظ في اللفات الأخيرة من السباق، مع عدم قدرته على مجاراة وتيرة منافسيه مع استخدامهم لإطاراتٍ أفضل، لكن فيتيل تمكن رغم ذلك من تحقيق تقدم جيد مع قدرته على اجتياز خط النهاية بالمركز السابع، بعد انطلاقه من المركز الحادي عشر.
مرةً أخرى، لم يتمكن أليكساندر ألبون من مجاراة وتيرة زميله في فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن، وكان ألبون الوحيد الذي استخدم الإطارات القاسية بعد توقف الصيانة الأول، ولكنه كان رهان خاطئ من ريد بُل، ولينتقل إلى إجراء توقف صيانة إضافي، مع تواجده بالمركز الثامن أمام سائق فريق ألفا توري بيار غاسلي، فيما أكمل لاندو نوريس المراكز العشرة الأولى لمصلحة فريق ماكلارين.
تواجد ثنائي فريق رينو دانيال ريكاردو وإستيبان أوكون على أعتاب النقاط بالمركزين الـ 11 و13 تباعاً، وفصل بينهما سائق فريق ألفا توري دانيل كفيات، فيما جاء كيفن ماغنوسن بالمركز 15 بين ثنائي ألفا روميو كيمي رايكونن وأنطونيو جيوفينازي.
أما بالنسبة لزميل ماغنوسن في فريق هاس، فإنه أنهى سباقه بالمركز الأخير، خلف ثنائي فريق ويليامز جورج راسل ونيكولاس لاتيفي.