ينطلق الموسم السادس من سلسلة الفورمولا إي الكهربائية نهاية هذا الأسبوع، والذي من المفترض أن يكون بداية حقبة جديدة للبطولة الكهربائية مع العديد من التغييرات والوافدين الجدد من الفرق والسائقين، إضافة إلى مدن جديدة على روزنامة موسم 2019/ 2020.
بعد أربعة أشهر على نهاية الموسم الخامس، والذي حقق فيه السائق الفرنسي جان إيريك فيرن لقبه الثاني على التوالي، يضرب عشاق البطولة موعداً جديداً مع الفورمولا إي، والتي تنطلق بسباقَين من مدينة الدرعية في المملكة العربية السعودية في 22 و23 من الشهر الجاري.
اسماء فرق كبيرة تسجل مشاركتها الأولى في البطولة مثل مرسيدس وبورشه، إضافة إلى تكثيف السلسلة الكهربائية توجدها في 12 مدينة حول العالم من بينها تسع عواصم وثلاث مدن جديدة.
شبكة انطلاق تنافسية:
يشهد الموسم المقبل من البطولة أكبر حركة تنقل سائقين في تاريخها، حيث يتشارك السائق أندريه لوتيرر تشكيلة فريق بورشه مع نيل ياني، الذي يعود إلى الفورمولا إي بعد أعوام على مشاركته الخجولة، التي اقتصرت على سباقين فقط، مع فريق دراغون رايسينغ.
من جانبه، يملأ السائق أنطونيو فيليكس دا كوستا شاغر فريق تيكتاه ، بينما يشارك السائق ماكسيميليان غونتر مع فريق ‘بي أم دبليو أندريتي‘ قادماً من فريق دارغون، الذي بدوره استبدل الألماني بالسائق السويسري، الذي يتمتع بخبرة كبيرة في بطولة السيارات السياحية الألمانية “دي تي أم”، نيكو مولر، حيث يزامل سائق فريق تورو روسو السابق في بطولة العالم للفورمولا 1 براندون هارتلي.
وتواصل فرق أودي (لوكاس دي غراسي، دانيال آبت)، فيرجين (سام بيرد، روبين فرينز)، ماهيندرا (جيروم دامبروزيو، باسكال فيهرلاين)، نيسان (سيباستيان بويمي، أوليفر رولاند) وفينتوري (فيليبي ماسا، إدواردو مورتارا) بتشكيلة السائقين نفسها.
وعوض السائق جايمس كالادو مكان السائق أليكس لين في صفوف فريق جاغوار رايسينغ، بينما يدافع السائق ما كينغ هوا عن ألوان فريق ‘نيو 333 أف إي‘، بمسماه الجديد، مزاملاً السائق أوليفر تورفي.
أما مرسيدس، التي شغلت مكان فريق ‘أتش دبليو رايسلاب‘ في البطولة، فقد اختارت الاعتماد على سائق الفورمولا 1 السابق ستوفيل فاندورن، وعلى حامل لقب الفورمولا 1 نيك دو فريس.
مرسيدس وبورشه تدخلان منافسة جديدة من نوعها:
لعلّ أبرز ما يمكن النظر إليه في الموسم المقبل من الفورمولا إي، هو مشاركة اثنين من أكثر الصانعين نجاحاً عبر تاريخ رياضة المحركات، لكن المشاركى في منافسة في بطولة كهربائية، تعتبر ميداناً جديداً للصانعَين الألمانييَين.
تحضيرات مرسيدس للبطولة، كانت محط انتباه للمنافسين الآخرين، للتؤكد من مستوى القوى التي سيدخل بها عملاق المحركات في عالم السيارات.
اختارت مرسيدس ألا تدخل البطولة مباشرة، بل اعتمدت على دعم فريق ‘أتش دبليو آيه رايسلاب‘ لتجميع أكبر قدر ممكن من البيانات خلال الموسم المنصرم، إلا أن الدخول بعلامة السهام الفضية وخوض السباقات الكهربائية، هو بلا شك قيمة مضافة للفورمولا إي الموسم المقبل.
من جانبها لم تكن تحضيرات بورشه للبطولة أقل شأناً من مرسيدس، رغم أنها اقتصرت على 15 يوم من التجارب على سيارتها قبل الموسم، لكن مراكمة الخبرة خلال الموسم السادس ربما يكون أحد أهم أهدافها، قبل تحديد الأولويات والاتجاهات الرئيسية التي ستسلكها في المواسم اللاحقة.
تجاوزات أكثر وإثارة أكبر … وقوانين جديدة!
تعمل البطولة باستمرار على زيادة معدل الإثارة في سباقاتها، وكان أبرز ما قامت به في الموسم الماضي، تقديم وضع الهجوم في أماكن معينة على الحلبات، يتيح للسائقين باختبار طاقة أكبر تعطيه دفعاً إضافياً للتجاوز.
ولم تقف البطولة عند هذا الحد للموسم المقبل، حيث قررت زيادة الطاقة لدى استخدام السائقين لوضع الهجوم من 225 كيلو واط إلى 235 كيلو واط، كما سيُسمح للسائقين بإمكانية زيادة الطاقة مرات عدة خلال السباقات، في حين بقيت الطاقة المسموحة للحصص التأهيلية، والتي تبلغ 250 كيلو واط، على حالها.
وأجرت البطولة تعديلاً آخر على قوانين سيارات الأمان ورفع الأعلام الصفراء، إذ تخفيض حسم 1 كيلو واط من الطاقة لكل دقيقة تستمر فيها سيارات الأمان في السباق، وذلك بهدف التركيز على مهارة السائقين بإدارة طاقة سياراتهم.
مدن جديدة على الروزنامة!
ستزور الفورمولا إي في موسم 2019/ 2020 12 مدينة حول العالم من بينها تسع عواصم وثلاث أماكن جديدة في سيؤول، جاكرتا ولندن، بينما ينطلق من حلبة الدرعية في المملكة العربية السعودية.
وتنتقل البطولة بعد ذلك إلى قارتي أميركا اللاتينية والوسطى، إذ ستكون العاصمة التشيلية على موعد مع السيارات الكهربائية في 18 كانون الثاني/ يناير قبل جولة مكسيكو في 15 شباط فبراير، في حين تعوض جولة مراكش في المملكة المغربية غياب هونغ كونغ عن روزنامة الموسم المقبل في 29 شباط فبراير.
وتستضيف الصين في مدينة سانيا السباق السادس في 21 أذار/ مارس المقبل، لنعود إلى الحلبات الأوروبية في الجولة السابعة، بدءاً من مدينة روما الإيطالية في 4 نيسان/ أبريل، تليها جولة باريس في 18 من الشهر نفسه.
وتحط الفرق وسائقوها الرحال في العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول للمرة الأولى في 3 أيار/ مايو المقبل قبل الزيارة الأولى أيضاً للعاصمة الأندونيسية جاكرتا.
ولا تزال العاصمة الألمانية برلين المدينة الوحيدة المتواجدة على روزنامة البطولة منذ بدايتها، حيث تستضيف حلبة ‘تيمبلهوف‘ التاريخية السباق 11 في 21 حزيران/ يونيو.
وبعد أسبوعين، يأتي موعد جولة نيويورك في 12 تموز/ يوليو المقبل، قبل أن تختتم منافسات هذا الموسم الاستثنائي بجولة مضاعفة في العاصة البريطانية لندن في 25 و26 تموز/ يوليو.
تشكيلة الفرق
- أندريه لوتيرير غادر الفريق البطل دي أس تيشيتاه لينضم إلى صفوف بورشه إلى جانب نيل ياني
- أنطونيو فيليكس دا كوستا قبِل تحدياً كبيراً للجلوس إلى جانب حامل لقب الفورمولا إي مرتين جان إريك فيرن (دي أس تيشيتاه)
- ماكسيميليان غونثر يلتحق بصفوف فريق بي أم دبليو أندريتي بعدما رحل عن فريق جيوكس دراغون، ليكون زميلاً لـ أليكساندر سيمس
- فريق جيوكس دراغون (المدعوم من فريق بينسكي الأميركي) يدخل الموسم بتشكيلة جديدة منالسائقين، مع الفائز مرتين بلقب بطولة العالم لسباقات التحمل براندون هارتلي، الذي سبق أن شارك مع بورشه ببعض الجولات في الماضي، وسيشارك إلى جانبه وصيف سلسلة “دي تي أم” والمبتدئ في الفورمولا إي نيكو مولر
- هذا الموسم يشهد على القدوم الذي طال انتظاره لفريق مرسيدس إلى الفورمولا إي. حيث سيبقى سائق فريق أتش دبليو آيه رايسلاب شتوفل فاندون ضمن صفوف فريق الأسهم الفضية، وينضم إلى حامل لقب سلسلة فورمولا 2 نيك دي فريز.
- فرق أودي سبورت آبت شافلر، إينفيجن فيرجن ريسينغ، ماهيندرا ريسينغ، نيسان إي.دامس وفينتوري ريسينغ تستمر بتشكيلة السائقين نفسها، فهل سيساهم هذا الاستقرار في تعزيز فرص هذه الفرق في مسعاها للفوز بلقب البطولة؟
خصائص حلبة الدرعية:
طول الحلبة: 2.495 كلم
عدد المنعطفات: 21
وصولا – للمنعطف الأول كبح قوي (يسار) – بعده سلسلة من المنعطفات السريعة ومنعطف رابع أيمن طويل ومن ثم ينحدر المسار نزولاً نحو المنعطف الخامس (ما قد يتسبب بغلق الإطارات عند الكبح)، لكن على السائق أن يدير سيارته داخل المنعطف وتجنب الاصطدام بالحائط عند الخروج منه. وفي حصص التجارب الحرة يكون المسار مُغبراً كثيراً ما يشكل تحديات كبيرة للسائقين والمهندسين.
تتجه السيارات بعد ذلك نزولاً في سلسلة من المنعطفات السريعة والملتوية نهاية المقطع الأول من المسار، وتغير كبير في الارتفاعات، لكن سطح المسار مُسطح وخالٍ من المطبات.
بشكل عام، فرص التجاوز في المقطع الأول لأن السائقين يحاولون قدر الإمكان البقاء في خط التسابق المثالي، إذا بقي السائق في خط التسابق فمن الصعب أن يتجاوزه السائق خلفه.
المقطع الثاني
نقترب من نهاية المسار المتعرج، نصل إلى المنعطف 14، ويتعيّن على السائقين الضغط على المكابح بقوة أكبر، وهنا قد نرى تجاوزات إذا كان أحدهم جريئاً وخرج بسرعة جيدة من المنعطف 13. هذا مكان جيد لنتابعه خلال سباقي الدرعية للفورمولا إي!
مع نهاية القسم المتعرج من حلبة الدرعية، نصل إلى المنعطف 17. لكن الخيار المتاح للسائقين خلال السباق هنا هو الخروج من المنعطف بسرعة عالية، وعليهم الاتجاه إلى يسار المسار، لكن إذا أرادوا الاستفادة من القوة الإضافية (235 كيلو واط).
المقطع الثالث
على السائق الاتجاه يساراً للمرور بمنطقة تفعيل وضع الهجوم إلى الجهة اليسرى ما يتسبب بخسارته لبعض الزخم والوقت، ويمكنه بعدها الاستفادة من القوة الإضافية لثلاث لفات. قد لا تكون اللفة الأولى مثالية لأن عليه الخروج عن خط التسابق، لكن يكون لديه قوة إضافية بعدها للضغط ومحاولة تجاوز السيارة أمامه. وسيكون توقيت الاستفادة من القوة الإضافية تكتيكياً واستراتيجياً وهاماً لتحديد ترتيب السباق.
نصل إلى المنعطف 18 ونقطة كبح قوي وقد نرى تجاوزات عديدة عند هذه النقطة، وبعدها الخروج من المنعطف 19 والتسارع للوصول إلى المنعطف الأخير (21)، وعلى السائق الخروج منه بخط تسابق نظيف وسرعة عالية قبل أن يبدأ لفته التالية.