حقق سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن فوزًا مثاليًا بسباق جائزة إيميليا رومانيا الكبرى، رابع جولات موسم 2022 من بطولة العالم للفورمولا 1، وليقترب من منافسه في فيراري شارل لوكلير الذي ارتكب خطأً فادحًا أمام جماهير فيراري في حلبة إيمولا الإيطالية.
انطلاقة فيرشتابن كانت مثاليةً، مع إحكامه للسيطرة على مجريات السباق وتوسيع الفارق في الصدارة أمام زميله في الفريق، سيرجيو بيريز، الذي تمكن من تجاوز لوكلير عند الانطلاق ودافع عن مركزه بنجاح ما سمح لـ فيرشتابن بالابتعاد في الصدارة.
جاء ذلك على حلبةٍ مبتلة، مع استخدام كافة السائقين لإطارات إنترميديت، علمًا أن الأمطار توقفت قبل انطلاق السباق، ونتيجةً لذلك تحسنت ظروف الحلبة لفةً تلو الأخرى.
لوكلير حاول، في عدة مناسباتٍ، تجاوز بيريز لكن دون جدوى، وانتقلت الأنظار إلى هوية أول السائق سيقرر استخدام الإطارات الملساء لمراقبة تأديته.
كان ذلك السائق هو دانيال ريكاردو، الذي كان قد اصطدم في اللفة الأولى من السباق بسيارة فيراري الخاصة بـ كارلوس ساينز، ما أدى إلى انسحاب الأخير للمرة الثانية على التوالي، فيما تراجع ريكاردو إلى مؤخرة الترتيب ولم يكن لديه أي شيء ليخسره، واختار إجراء توقف الصيانة مع نهاية اللفة 17 ليستخدم الإطارات الملساء متوسطة القساوة.
سرعة ريكاردو المميزة مع تلك الإطارات دفعت الجميع للتوجه إلى منطقة الصيانة في اللفات التالية، ومن ضمنهم سائقي الصدارة، وتمكن لوكلير من خطف المركز الثاني من بيريز لفترةٍ وجيزة، ولكن بيريز، الذي أجرى توقفه قبل لوكلير بلفةٍ، استفاد من درجة حرارة أفضل في إطاراته واستعاد المركز الثاني.
ورغم اقتراب لوكلير من بيريز في عدة لفاتٍ، إلا أن وجود مسار جاف وحيد، إضافةً إلى عدم تفعيل نظام التقليل من قوة الجر ‘دي أر أس’، أدى إلى احتفاظ بيريز بتفوقه، وليتراجع لوكلير بعد ذلك إلى حوالي 3 ثواني، واختار التوجه إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللفة 50.
حيث كان لوكلير يأمل خطف المركز الثاني وإجبار بيريز على التوجه إلى منطقة الصيانة وهو ما قام به المكسيكي في اللفة التالية (وبعده فيرشتابن أيضًا مع نهاية اللفة 52)، ولكنه واصل سباقه أمام لوكلير، ليبدأ المونيغاسكي المطاردة مرةً أخرى.
ولكن، في اللفة 54، فقد لوكلير سيطرته على السيارة واصطدم بالحائط، لكنه تمكن من مواصلة القيادة وعاد إلى منطقة الصيانة لاستبدال الجناح الأمامي، وعاد إلى الحلبة بالمركز التاسع.
وفي حين أن لوكلير تمكن من الحد من الأضرار وتجاوز عدة سائقين ليجتاز خط النهاية بالمركز السادس، إلا أن فيرشتابن أحكم سيطرته ليفوز بالسباق أمام بيريز بالمركزين الأول والثاني، وهي أفضل نتيجة لـ ريد بُل منذ جولة ماليزيا 2016.
بعد البداية الكارثية لهذا الموسم، أظهر فريق ماكلارين (مع لاندو نوريس على الأقل) مستوى أداء مميز في حلبة إيمولا، حيث تواجد نوريس بالمركز الرابع طوال مجريات السباق، ثم استفاد من خطأ لوكلير ليجتاز خط النهاية ثالثًا، محققًا منصة التتويج الأولى له ولفريقه في هذا الموسم، بينما اتخذ ريكاردو قرارًا خاطئًا بإجراء توقف صيانة ثاني مبكر، مع استخدام الإطارات القاسية، واجتاز خط النهاية بالمركز الأخير.
المركز الرابع كان من نصيب سائق فريق مرسيدس جورج راسل، الذي تألق في ظل استمرار معاناة الفريق، وأكمل تجاوزًا جريئًا على منافسه في هاس كيفن ماغنوسن، كما أنه دافع عن مركزه بشراسة ضد سائق فريق مرسيدس السابق، وسائق ألفا روميو الحالي، فالتيري بوتاس الذي اكتفى بالمركز الخامس أمام لوكلير، بينما جاء يوكي تسونودا بالمركز السابع لمصلحة ألفا تاوري.
حقق فريق أستون مارتن أفضل نتيجةٍ له في الموسم الحالي، مع تواجد سيباستيان فيتيل ولانس سترول بالمركزين الثامن والعاشر، فيما سجل ماغنوسن المزيد من النقاط لمصلحة فريق هاس بالمركز الثامن.
أنهى أليكساندر ألبون سباقه على أعتاب النقاط بالمركز 11 لمصلحة فريق ويليامز، بينما أظهر بيار غاسلي مستوى أداء رائع طوال مجريات السباق، مع دفاعه لفةً تلو الأخرى عن مركزه الـ 12 ضد سائقٍ يُعتبر من الأنجح في تاريخ البطولة، سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون، الذي لم تثمر محاولاته المستمرة للتقدم، واكتفى بالمركز 13 أمام سائق فريق ألبين إستيبان أوكون، وسائق فريق ألفا روميو غوانيو جو.
المركز 16 كان من نصيب نيكولاس لاتيفي مع فريق ويليامز، أمام زميل ماغنوسن في فريق هاس ميك شوماخر الذي انزلقت سيارته في اللفة الأولى من السباق، ثم انزلقت في المراحل اللاحقة.
كما انسحب من السباق سائق فريق ألبين فرناندو ألونسو، والذي احتكت سيارته بسيارة شوماخر في اللفة الأولى، أثناء انزلاق الأخير، ما أدى إلى تضرر جسم السيارة.