شهدت حلبة موجيللو الإيطالية، في توسكانا، إقامة سباقٍ مذهلٍ، فوضوي، مع العديد من التوقفات والتجاوزات، مع ابتعاد لويس هاميلتون عن الفوضى وتحقيقه لفوزه السادس في موسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1، وليعزز سائق مرسيدس بذلك صدارته في ترتيب بطولة العالم للسائقين مع اقترابه من لقبه العالمي السابع.
منذ تشييدها، لم تستضف حلبة موجيللو أية جائزة كبرى في بطولة العالم للفورمولا 1. إلا أنها قدمت سباقاً فوضوياً جنونياً في موسم 2020، مع إضافتها إلى روزنامة هذا الموسم إثر تأثر مخططات الفورمولا 1 بانتشار وباء فيروس كورونا.
رأي: إنجازات هاميلتون لا تعتمد على السيارة فقط
هذا السباق شهدت العديد من الحوادث، التوقفات، ورفع الأعلام الحمراء لإيقاف السباق لمرتَين.
عند انطلاقة السباق للمرة الأولى، فإن انطلاقة هاميلتون لم تكن جيدةً، مع تفوق بوتاس عليه وصولاً إلى المنعطف الأول. ولكن التسابق استمر وصولاً للمنعطف الثاني فقط.
حيث كان هناك حادث عند ذلك المنعطف، مع تواجد سيارة ألفا توري الخاصة بـ بيار غاسلي بين رومان غروجان وكيمي رايكونن، ليحصل احتكاك بينهم، وليتضرر أمامهم ماكس فيرشتابن، الذي عانى من انطلاقةٍ سيئةٍ جداً من المركز الثالث إثر مشكلةٍ في محرك هوندا على متن سيارة ريد بُل الخاصة به، ولينسحب غاسلي، فيرشتابن من السباق بسبب هذا الحادث.
View this post on Instagram
هذا الأمر أدى إلى دخول سيارة الأمان على الفور، حتى نهاية اللفة السادسة، وكان على بوتاس المتصدر في ذلك الحين تحديد وتيرة السباق وموعد مواصلة الضغط ومواصلة التسابق. حيث اختار بوتاس تأجيل الضغط لأطول فترة ممكنة لضمان عدم استفادة منافسيه من الأثر الانسيابي على الخط المستقيم الطويل.
اقرأ أيضاً: فيرشتابن غير سعيد إطلاقاً بعد مشكلةٍ أخرى في وحدة الطاقة
لكن هذا أدى، بدوره، إلى ارتباك في منقطة متوسط الترتيب، مع فوضى لدى مختلف السائقين حول الضغط، أو المحافظة على وتيرة منخفضة في القيادة، وليكون هناك حادث ضخم عند خط البداية/ النهاية أدى إلى انسحاب كارلوس ساينز [ماكلارين] الذي تفادى حادث اللفة الأولى وانزلقت سيارته دون أن تتضرر، إضافةً إلى أنطونيو جيوفينازي [رينو] كيفن ماغنوسن [هاس]، ونيكولاس لاتيفي [ويليامز].
لجنة التحكيم اختارت إيقاف السباق، ليتم رفع الأعلام الحمراء للمرة الأولى، وعودة الجميع إلى منطقة الصيانة، وليتم اعتماد انطلاقة ثابتة لمواصلة السباق، مع توقف بوتاس عند مركز الانطلاق الأول أمام هاميلتون في الانطلاقة الثانية، إلا أن بطل العالم السداسي تمكن من خطف الصدارة وصولاً إلى المنعطف الأول.
بعد ذلك، بدأ هاميلتون توسيع الفارق إلى بوتاس، ليحكم سيطرته في صدارة السباق، مع إجراء بوتاس لتوقف صيانة مع نهاية اللفة 31، منتقلاً إلى استخدام الإطارات القاسية، وليتبعه هاميلتون في اللفة التالية مع استخدام نوعية الإطارات ذاتها، رغم أن بوتاس طلب استخدام نوعية إطارات مختلفة عن هاميلتون بعد توقفات الصيانة.
استمر تفوق هاميلتون، مع استقرار وتيرته في الصدارة أمام بوتاس، فيما كانت هناك معركة محتدمة على المركز الثالث خلف ثنائي مرسيدس.
حيث تواجد سائق فريق رينو دانيال ريكاردو بالمركز الثالث، مع استفادته من استراتيجية التوقف المبكر ليتفوق على منافسه في رايسنغ بوينت لانس سترول، فيما تواجد أليكساندر ألبون بالمركز الخامس وكانت وتيرته أفضل من منافسَيه.
ولكن، مع مطاردة ألبون لـ سترول، تعرض الأخير لحادثٍ عنيف عند منعطف أرابياتا، في اللفة 44، مع وجود ما يُعتقد بأنه ثقب في إطاره الخلفي الأيسر، ولتدخل سيارة الأمان ويتم رفع الأعلام الحمراء مجدداً لإيقاف السباق للمرة الثانية.
ومع التأكيد بأن مواصلة السباق ستكون من خلال اصطفاف السيارات، مجدداً، على شبكة الانطلاق، استخدم كافة السائقين مجموعاتٍ من الإطارات اللينة واستعدادهم لسباقٍ مختصر من 13 لفة، مع تواجد هاميلتون أمام بوتاس، فيما تواجد ريكاردو بالمركز الثالث أمام ألبون.
انطلاقة هاميلتون كانت مثاليةً، مع إحكامه لسيطرته في الصدارة، فيما تراجع بوتاس في الترتيب مع عدم تمتعه بانطلاقة جيدة، حيث تقدم ريكاردو إلى المركز الثاني خلف هاميلتون، وأمام ألبون.
ولكن بوتاس تمكن على الفور من استعادة المركز الثالث، وليبدأ بعد ذلك بمطاردة ريكاردو وتجاوزه، وليتمكن ألبون أيضاً من تجاوز ريكاردو، منهياً بذلك آمال رينو بالحصول على منصة تتويج هي الأولى لهم منذ عودتهم إلى الفورمولا 1 كفريق مصنع في 2016.
اللفات الأخيرة شهدت تقليص بوتاس، بالمركز الثاني، للفارق إلى هاميلتون، فيما تواجد ألبون بالمركز الثالث متمتعاً بوتيرةٍ قويةٍ أيضاً مع سعيه لتحقيق منصة التتويج الأولى له في الفئة الملكة من رياضة المحركات.
إلا أن هاميلتون أحكم سيطرته في الصدارة، مبتعداً عن كافة المشاكل والفوضى، في قيادةٍ مثاليةٍ مع تحقيقه لفوزه السادس في موسم 2020 منهياً السباق أمام بوتاس، فيما لم يتمكن ألبون من تشكيل تهديد حقيقي على ثنائي مرسيدس، ولكنه حقق أفضل نتيجةٍ له في مسيرته في الفورمولا 1 مع صعوده إلى منصة التتويج بالمركز الثالث.
المركز الرابع كان من نصيب دانيال ريكاردو، معادلاً بذلك أفضل نتيجة له مع رينو، متفوقاً على ممثل رايسنغ بوينت الوحيد في هذا السباق سيرجيو بيريز، فيما سجل لاندو نوريس نقاطاً ثمينةً لفريق ماكلارين بالمركز السادس متفوقاً على سائق فريق ألفا توري بيار غاسلي.
السباق الـ 1000 لـ فيراري في الفورمولا 1 كان عصيباً بكافة المقاييس. حيث لم يتمكن الفريق من المنافسة، وكان من الواضح سرعته المنخفضة في الخطوط المستقيمة. إذ أن شارل لوكلير تقدم إلى المركز الثالث في المراحل المبكرة من السباق، ولكن وتيرته تراجعت مع تمكن العديد من المنافسين من تجاوزه، ولينهي سباقه بالمركز الثامن فقط، فيما جاء زميله سيباستيان فيتيل بالمركز العاشر.
وفصل بين ثنائي فيراري سائق فريق ألفا روميو كيمي رايكونن، بالمركز التاسع، الذي يسجل نقاطه الأولى في 2020، علماً أنه حصل على عقوبة إضافة 5 ثواني بسبب دخوله لمنطقة الصيانة بأسلوبٍ خاطئ في المراحل الأخيرة من السباق، وليتراجع من المركز الثامن عند خط النهاية، ويصنف بالمركز التاسع في نهاية السباق.
مرةً أخرى، جاء جورج راسل على أعتاب النقاط لمصلحة فريق ويليامز، مع اجتيازه لخط النهاية بالمركز 11 أمام سائق فريق هاس رومان غروجان الذي أنهى السباق بالمركز الأخير.