فرض سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن سيطرته المطلقة ليفوز بسباق جائزة موناكو الكبرى، خامس جولات موسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1، وليتصدر بذلك ترتيب بطولة العالم للسائقين، في سباقٍ كارثي لفريق مرسيدس إثر انسحاب فالتيري بوتاس، بينما اكتفى لويس هاميلتون بالمركز السابع فقط.
خلف فيرشتابن، حقق كارلوس ساينز نتيجةً قويةً لفريق فيراري مع صعوده إلى منصة التتويج للمرة الأولى مع الحصان الجامح، بالمركز الثاني، وجاء لاندو نوريس بالمركز الثالث لمصلحة فريق ماكلارين.
السباق شهد أحداثاً درامية قبل انطلاقه، إثر اكتشاف فريق فيراري لمشكلةٍ على متن سيارة شارل لوكلير حالت دون توجهه إلى شبكة الانطلاق، ولم يتمكن البطل المحلي من المشاركة في هذه الجولة رغم أنه كان قد ضمن مركز الانطلاق الأول.
اقرأ أيضاً: لوكلير يجد صعوبة في تقبل ما حصل معه في موناكو
هذا الأمر أدى إلى تواجد فيرشتابن على شبكة الانطلاق كأفضل المنطلقين، رغم أنه كان قد اصطف عند خانة المركز الثاني، مع بقاء خانة المركز الأول (التي كانت مخصصةً لـ لوكلير) فارغةً.
فيرشتابن أدرك أن عليه الدفاع عن مركزه ضد سائق فريق مرسيدس فالتيري بوتاس عند الانطلاق، وقام بتأخير الكبح وصولاً إلى المنعطف الأول ليحتفظ بصدارته، في انطلاقةٍ كانت خالية من المشاكل نسبياً لكافة السائقين.
View this post on Instagram
بقي الوضع على ما هو عليه، مع تحكم فيرشتابن بالفارق في الصدارة ضمن حدود الثانيتين، علماً أن بوتاس كان قد عانى بعد ذلك من عدم قدرته على المحافظة على إطاراته.
إلا أن زميله لويس هاميلتون، والذي تواجد بالمركز السادس في المراحل المبكرة من السباق، حاول إنجاح استراتيجية التوقف المبكر مع مرسيدس، حيث كان الأول من سائقي المقدمة للتوجه إلى منطقة الصيانة، وانتقل إلى استخدام الإطارات القاسية مع نهاية اللفة 29.
خطة مرسيدس كانت واضحة: خروج هاميلتون في حلبة خالية من السيارات أمامه، والتمتع بوتيرة قوية لتجاوز سائق فريق ألفا تاوري بيار غاسلي أمامه.
ولكن إنجاح هذه الخطة لم يكن سهلاً، إذ أن هاميلتون استمر بمعاناته بشكلٍ كبير مع إطاراته، ولم يتمكن من تسجيل تواقيت سريعة، وليتمكن غاسلي من المحافظة على تفوقه عليه في اللفة التالية، كما تمكن سائق فريق أستون مارتن سيباستيان فيتيل من تجاوز هاميلتون وغاسلي سويةً عندما أجرى توقفه في اللفة التالية.
هذا الأمر أشار إلى نجاح خطة استراتيجية التوقف المتأخر في السباق، مع عدم تحقيق السائقين المتوقفين باكراً لتواقيت سريعة وعدم تمتعهم بوتيرةٍ جيدة.
إلا أن مشاكل مرسيدس لم تقف عند ذلك الحد، إذ أن بوتاس توجه إلى منطقة الصيانة في اللفة 30، وواجه مشكلةً مع عدم قدرة الفريق على فك الإطار الأمامي الأيمن، وهذا الأمر أجبر بوتاس على الانسحاب من السابق، وليترك فيرشتابن وحيداً في الصدارة.
هذا الأمر ضمن لـ فيرشتابن عدم مواجهة أي تهديد حقيقي في الصدارة، حيث أحكم الهولندي سيطرته على مجريات السباق، واجتاز خط النهاية أولاً، وليضمن بذلك تصدر ترتيب بطولة العالم للسائقين للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية.
خلف فيرشتابن، فإن ساينز استفاد من انسحاب بوتاس، وعدم مشاركة زميله لوكلير، وأكمل سباقاً نظيفاً، خالياً من المشاكل، وليجتاز خط النهاية بالمركز الثاني، وهي أفضل نتيجة له مع فريق فيراري، ومعادلاً أفضل نتيجة له في الفورمولا 1، وليصعد إلى منصة التتويج.
أما بالنسبة لصاحب المركز الثالث، فإن سائق فريق ماكلارين لاندو نوريس، وزميل ساينز السابق، احتفل بتجديد عقده مع ماكلارين لعدة سنواتٍ بأفضل طريقة ممكنة، حيث اجتاز خط النهاية بالمركز الثالث رغم معاناته بعض الشيء مع قيادة السيارة مع الإطارات القاسية، وليضمن بذلك صعود ثلاثة سائقين إلى منصة التتويج لم يسبق لهم التواجد ضمن المراكز الثلاثة الأولى في موناكو.
كما تألق فريق ريد بُل مع استراتيجية سيرجيو بيريز أيضاً، مع تأخير توقف المكسيكي، الذي تمكن من تجاوز عدة سيارات أثناء توقف الصيانة الذي قام به، وليضمن بذلك اجتياز خط النهاية بالمركز الرابع، وهي أفضل نتيجة له مع فريق ريد بُل، وليبدأ بعدها بيريز بالضغط على نوريس في اللفات الأخيرة من السباق.
يحتفل سيباستيان فيتيل بتسجيل أولى نقاطه مع فريق أستون مارتن، حيث خرج من منطقة الصيانة بعد توقفه أمام هاميلتون، ثم تجاوز غاسلي أيضاً، وأنهى السباق بالمركز الخامس أمام غاسلي.
أما بالنسبة لـ هاميلتون، والذي كان استياؤه واضحاً طوال مجريات السباق مع معاناته مع الإطارات وعدم تمتعه بالسرعة اللازمة، وعدم سعادته باستراتيجية فريق مرسيدس، واكتفى بالمركز السابع وأجرى توقف صيانة متأخر سعياً لتسجيل اسرع توقيت في السباق، وهو ما نجح بالقيام به، وليغادر موناكو متأخراً بـ 4 نقاط عن فيرشتابن في ترتيب بطولة العالم.
اقرأ أيضاً: هاميلتون: سأنتقد مرسيدس، وعلينا بذل مجهود أكبر
اتبع لانس سترول استراتيجية التوقف المتأخر جداً مع فريق أستون مارتن، حيث أجرى توقفه بالمركز 60، حيث كان بإمكانه توسيع الفارق إلى السائقين خلفه، وأجرى توقفه وعاد إلى الحلبة مع الإطارات اللينة واحتفظ بمركزه الثامن حتى نهاية السباق، فيما تفوق إستيبان أوكون، لمصلحة فريق ألبين، على ثنائي فريق ألفا روميو أنطونيو جيوفينازي وكيمي رايكونن، حيث أنهى الفنلندي سباقه على أعتاب النقاط بالمركز 11.
كان هذا السباق كارثياً لسائق فريق ماكلارين دانيال ريكاردو، حيث تمكن زميله لاندو نوريس من تجاوزه بلفةٍ كاملةٍ، واجتاز ريكاردو، الفائز بسباق موناكو في 2018، خط النهاية بالمركز الثاني عشر، أمام منافسه في ألبين فرناندو ألونسو.
بينما جاء يوكي تسونودا بالمركز 16، خلف ثنائي ويليامز جورج راسل ونيكولاس لاتيفي، وثنائي هاس نيكيتا مازيبين و