حقق سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن فوزه الثاني في موسم 2020 من الفورمولا 1، مع اجتيازه لخط النهاية بالمركز الأول بسباق جائزة أبوظبي الكبرى، الجولة الختامية لهذا الموسم، متفوقاً على ثنائي فريق مرسيدس – الذي أحكم سيطرته في حلبة مرسى ياس منذ بداية الحقبة الهجينة في 2014 – مع اجتياز فالتيري بوتاس ولويس هاميلتون لخط النهاية بالمركزين الثاني والثالث.
فيرشتابن تألق في حلبة مرسى ياس، مع فرضه لسيطرته المطلقة منذ انطلاقه من المركز الأول، مع ضمان وجود تموضع مثالي لسيارته عند الكبح إلى المنعطف الأول في ظل تهديد مركزه من قِبل ثنائي مرسيدس خلفه.
الحادثة الأبرز في هذا السباق جاءت في اللفة العاشرة، عندما انسحب المكسيكي سيرجيو بيريز، في سباقه الأخير مع فريق رايسنغ بوينت، إثر مشكلةٍ تقنية في سيارته، وليقوم بإيقاف سيارته في المقطع الثالث من الحلبة.
هذا الأمر أدى إلى تطبيق نظام سيارة الأمان الافتراضية في البداية، ومن ثم دخول سيارة الأمان إلى أرض الحلبة، ما دفع معظم السائقين والفرق إلى إجراء توقفات الصيانة الوحيدة لهذا السباق، مع الانتقال إلى استخدام الإطارات القاسية.
انسحاب بيريز من مجريات هذا السباق كان له تأثير كبير في المعركة على المركز الثالث في ترتيب بطولة العالم للصانعين، والتي سنتطرق لها في وقتٍ لاحقٍ.
فيرشتابن استمر بتصدر السباق بعد توقف الصيانة، وفي الواقع تصدر كافة اللفات الـ 55 تحت أضواء حلبة مرسى ياس، ولم يكن بإمكان ثنائي مرسيدس الاستجابة لتواقيت ووتيرة فيرشتابن، حيث اجتاز بوتاس خط النهاية على بعد أكثر من 10 ثواني من فيرشتابن.
أما بالنسبة لـ هاميلتون، والذي عاد إلى الفورمولا 1 ليقود سيارته مرسيدس ‘دبليو 11’ بعدما أُصيب بفيروس كورونا قبل حوالي أسبوعين من الآن، فإنه تمكن من الاحتفاظ بمركزه الثالث طوال مجريات السباق، رغم أنه كان قد أشار بعد الحصة التأهيلية يوم أمس أنه لا يشعر بأنه بأفضل مستوى لياقة بدنية بعد.
أكمل أليكساندر ألبون سباقاً جيداً مع فريق ريد بُل، ومع سعيه لإنقاذ مستقبله ضمن صفوف الفريق، إذ أنه انطلق من المركز الخامس مع استخدام الإطارات اللينة.
ألبون تمكن من إجراء تجاوز حاسم في اللفة السادسة، على سائق ماكلارين لاندو نوريس، ومن ثم بقي على مقربةٍ من ثنائي مرسيدس، إذ أنه كان بعيداً حوالي 5 إلى 10 ثواني خلف هاميلتون باستمرار، وبالتالي لعب دوراً في ضمان عدم لجوء مرسيدس إلى استراتيجياتٍ مختلفة للضغط على فيرشتابن، واجتاز ألبون خط النهاية بالمركز الرابع رغم الضغط الكبير ووتيرته القوية على هاميلتون في اللفات الأخيرة في السباق.
أما في المعركة المذهلة على المركز الثالث في ترتيب بطولة العالم للصانعين، أكمل ثنائي فريق ماكلارين لاندو نوريس وكارلوس ساينز سباقاً مثالياً مع اجتياز خط النهاية بالمركزين الخامس والسادس، مع إكمال توقفات الصيانة أثناء انسحاب بيريز.
ولكن ساينز يخضع للتحقيق في الوقت الحالي، لأنه قام بتخفيف سرعته بشكلٍ ملحوظ في منطقة الصيانة قبل إجراء توقفه، لأنه كان ينتظر انتهاء ماكلارين من توقف نوريس أمامه ببضعة ثواني.
نوريس وساينز اجتازا خط النهاية بالمركزين الخامس والسادس، أمام سائق فريق رينو دانيال ريكاردو الذي جاء بالمركز السابع بعدما اختار تأخير توقف الصيانة الخاص به، وأنهى السباق على بعد أكثر من 10 ثواني خلف ساينز، وبالتالي في حال حصول ساينز على عقوبة إضافة 5 ثواني، فإنه سيحتفظ بمركزه السادس.
كان ذلك وداعاً مثالياً لـ ساينز لفريقه ماكلارين، أمام ريكاردو الذي سينتقل ليحل بديلاً عنه في فريق ماكلارين السنة المقبلة مقابل انتقال ساينز إلى فيراري.
جاء زميل ريكاردو في الفريق، إستيبان أوكون، بالمركز العاشر، فيما كان سباق بيار غاسلي قوياً مع فريق ألفا توري مع اجتيازه خط النهاية بالمركز الثامن بعد إجرائه لسلسلةٍ من التجاوزات الجريئة، ومتفوقاً على لانس سترول، الذي لم يكن مركزه التاسع كافياً لاحتفاظ فريق رايسنغ بوينت بالمركز الثالث في ترتيب الصانعين.
أنهى دانيل كفيات ما قد يكون سباقه الأخير في الفورمولا 1 بالمركز 11 مع فريق ألفا توري، متفوقاً على سائق فريق ألفا روميو كيمي رايكونن، فيما كان هذا السباق كارثياً بالنسبة لفريق فيراري، بانعكاسٍ لموسم 2020 بأكمله.
حيث اختار فريق فيراري تأخير توقفات الصيانة الوحيدة لـ شارل لوكلير وسيباستيان فيتيل، مع إجراء لوكلير لتوقفه في نهاية اللفة 22، فيما أجرى سيباستيان فيتيل توقفه في نهاية اللفة 35، واجتاز ثنائي الفريق خط النهاية بالمركزين 13 و14، مع رحيل فيتيل عن صفوف فريق فيراري السنة المقبلة إلى أستون مارتن.
أنطونيو جيوفينازي جاء بالمركز 16 لمصحة فريق ألفا روميو، وفصل بين ثنائي ويليامز جورج راسل ونيكولاس لاتيفي، فيما جاء ثنائي هاس كيفن ماغنوسن وبييترو فيتيبالدي بالمركزين الأخيرين.