تم الإعلان في الشهر الماضي بأن سباقات الدي تي أم لعام 2014 لن تقام على حلبة براندز هاتش أو حتى بريطانيا، الأمر الذي كان بمثابة خيبة أمل لمحبي هذه البطولة في بريطانيا، لكنها ليست بالصدمة الكبيرة.
منذ أول ظهور في المملكة البريطانيه المتحدة بسباقات الآي تي آر في دونينجتون بارك منذ 22 عاما، كانت سباقات الدي تي أم تتواجد في حلبات سيلفرستون وبراندز هاتش وضمت أسماء معروفة مثل جان اليزي، ميكا هاكينن وخوان بابلو مونتويا.
لكن على الرغم من السيارات الرائعة والسائقين البريطانيين المشاركين مثل غاري بافيت، جيمي غرين وبول دي رستا، لم يكن ذلك كافيا لتشجيع المعجبين البريطانيين على شرائ سيارات آودي، مرسيدس-بنز أو بي أم دبليو، أو حتى الحضور بعدد كبير في هذه السباقات.
بلغ عدد الحضور على حلبة براندز هاتش في السباق الذي عقد في شهر مايو الماضي الـ 18,000 متفرج فقط ليشاهدوا السائق مايك روكينفيلر يفوز بالسباق. وهذا كان الاثبات النهائي على أن بريطانيا لم تعد تقدم الكثير لعالم الدي تي أم، أو حتى الشركات المصنعة التي تتنافس على اللقب.
الدعاية والإعلام السيء
السيد هانز ورنر أوفرخت رئيس اتحاد آي تي آر يؤكد بأن سباقات الدي تي أم قد عانت من قلة الدعاية والترويج في بريطانيا، لكنه ينفي بأن العاتق يقع بعض الشيء على المنظمة الخاصة به.
يقول هانز “المسؤولية تقع غلى عاتق العملاء المحليين للشركات المصنعة لكي يقوموا بالترويج لهذه السباقات قي بريطانيا؛ بي أم دبليو، مرسيدس-بنز، آودي. جميعهم يتحملون هذه المسؤولية.”
“هم يشاركون في هذه السباقات لتسويق وبيع سياراتهم في الأسواق. يجب أن تقوم بالترويج لنجاحك عندما تحظى به”
“هنا في بريطانيا لم نحظى بالتغطية الجيدة على الإذاعة أو التلفاز، وهذا في العادة هو سر نجاح سلسلة معينة. ثانيا، نحن لسنا في مجال الإعلام الكبير، أي الصحف. لا أحد يعلم ما هي سباقات الدي تي أم.”
“كل ما يمكننا فعله هو الاعتماد على مختصين في هذا المجال مثل أوتوسبورت، لكنكم لا تستطيعون أن تصلوا الى عدد الأشخاص المتابعين للتلفاز. لا يمكننا اختراق هذا العالم.”
الحلبة الخطأ
لطالما انتقد الجميع حلبة براندز هاتش والتي تمتد لمسافة 1.2 ميل، وذلك لقلة الأماكن التي تسمح للمتسابقين بالتجاوز عن بعضهم في هذه السيارات القوية، ولأن الحلبة لا توفر مجالات المشاهدة المرغوبة من الجمهور.
“إنها حلبة تقليدية، لكنها صغيرة جدا والتجاوز فيها صعب والجماهير لا تحب ذلك. وهذه مشكلة لنا” يقول هانز.
جوناثن بالمر رئيس حلبة براندز هاتش والمالك لموتورسبورت فيجين، يقول بأن هذه المشكلة لكان من السهل جدا تخطيها.
“إن منظمة الآي تي آر قامت بطلب حلبة صغيرة ليحظى الجمهور بمشاهدة لفات عديدة. لدينا حلبة أخرى خاصة بسباقات الجوائز الكبرى وبمسار أطول، ولديها تصريح من الدرجة الثانية من قبل المنظمة العالمية للسيارات، وكان من الأمكن أن نستعمل هذه الحلبة” يقول بالمر.
“لكنني أستطيع فهم لماذا لا يرغبون بالتواجد في بريطانيا إن لم تكن تعمل لصالحهم من ناحية مهنية. الآي تي آر هي الجهة المنظمة لسباقات الدي تي أم وأحد أسباب وجودها هو بأن تعمل على جلب الربح لهذه البطولة.”
“من الواضح بأن الدول النامية، والتي لديها حكومات تدعم الأحداث الرياضية، لديها القدرة على توفير امتيازات عديدة للبطولات عن دول أخرى لا تستطيع تقديم ذلك، وهذا الحال هنا في بريطانيا.”
أسواق جديدة
هذه الدول الجديدة، ومنها روسيا – والتي قدمت مشاركتها للدي تي أم هذا العام – المجر والصين، جميعها جاهزة للشركات المصنعة للسيارات لكي تستثمر بها وتدخل أسواقا تتطور بشكل أسرع من تلك الموجودة في أوروبا منذ فترة طويلة.
أوفرخت يشدد على أنه يجب الحفاظ على الإرث وعلى المعجبين بهذه السباقات من الدول التي تتحدث باللغة الألمانية، فإن عالم الدي تي أم لن يستطيع الاستمرار في أن يجلب الفائدة للمشاركين ما لم ينتشر الى عوالم جديدة، مثل روسيا، المجر والصين.
يقول أوفرخت: “لا تستغربوا إن رأيتم سباقا جديدا في روسيا. فهناك مسافة 3000 كلم بين موسكو وسوتشي، ويمكنك بيع العديد من السيارات في مسافة 3000 كلم.”
وبما أن بريطانيا لا يمكنها تقديم مثل هذه العوائد الكبيرة لاستثمارهم في السوق، فإن أوفرخت لن يعلق على مستقبل بريطانيا في عالم الدي تي أم.
“في المستقبل القريب، لا أظن بأننا سنعود. فرص التسويق المحتملة لسباقات الدي تي أم لا تستثمر حاليا في بريطانيا. لكن في المستقبل، وإن اختلفت الظروف، لم لا؟”
من وجهة نظر خبير
آندي بريول, سائق سيارة بي أم دبليو لسباقات دي تي أم
إنها خيبة أمل كبيرة بأن سباقات دي تي أم لن تستضيفها بريطانيا العام المقبل، لما يعنيه بأن تقود وتنافس على أرضك وبين جمهورك هو أجمل تجربة يمكنك أن تحظى بها كسائق سباقات محترف.
أنا لم أشارك في بطولة بريطانية منذ مشاركتي في بطولة بريطانيا للسيارات السياحية عام 2002، لذلك فإن مشاركتي في سباق في بلدي هو لربما شيء أحظى به مرة واحدة، أو ربما – إن حالفني الحظ – مرتين في الموسم كله، وأعتبرها ميزة كبيرة، كما هو الحال للمتسابقين البريطانيين الذين شاركوا في أولومبياد لندن.
رؤية الجمهور الكبير المحب لسباقات الدي تي أم في ألمانيا أمر رائع، لكن إعطاء التواقيع لمحبي الرياضة الأجانب ليس كتوقيع بدلة مسؤول السلامة البريطاني. فهولاء الذين يقفون على المنعطفات في كل نهاية أسبوع بعيشون معك كل لفة من السباق وأنت تتغذى على دعمهم.
كان هنالك 18,000 ألف فقط من الحضور في حلبة براندز هانش لسباق دي تي أم هذا العام، لكنهم حضروا من أجل ثلاثة سائقين فقط؛ أنا، غاري بافيت وجيمي غرين، وأنا متأكد من أنهم سيتفقون معي حين أقول بأنه عندما تأتي الى الحلبة في الصباح والجميع يرغب بمصافحتك وتمني الحظ السعيد لك – وليس لأي سبب آخر غير أنك تمثل بلدهم – فإن ذلك يعطي جسمك شعورا بالقشعريرة.
تواريخ مشاركات بريطانيا في سباقات الدي تي أم (من 1991-2013)
1991: سباقات كأس ‘آي تي آر’ من دون نقاط على حلبة دونينغتون بارك وفاز بها فرانك بيلا على متن آودي في 8.
1996: فوز غابرييل تاركويني الوحيد في سباق آي تي سي لفريق ألفا روميو.
2002: جون أليسي بنتزع أول فوز له في بطولة الدي تي أم على حلبة دونينغتون.
2006: تنتقل البطولة الى براندز هاتش حين تنازل جيمي غرين بالفوز لماتياس إكستروم لاحقا.
2009: بول دي رستا يصبح البريطاني الأول الذي بقوز بالسباق المحلي للبطولة.