سينطلق سائق فريق فيراري شارل لوكلير من المركز الأول في سباق جائزة أذربيجان الكبرى، ثامن جولات موسم 2022 من بطولة العالم للفورمولا 1، بعد تسجيله للتوقيت الأسرع في الحصة التأهيلية المليئة بالأحداث الدرامية في حلبة مدينة باكو، ومتفوقًا بذلك على ثنائي ريد بُل سيرجيو بيريز وماكس فيرشتابن.
كانت المنافسة محتدمة طوال مجريات هذه الحصة التأهيلية، في ظل التحديات الصعبة التي تتيحها حلبة مدينة باكو المميزة بسرعاتها العالية، والجدران القريبة في هذه المسارات الضيقة، وكانت الفروقات البسيطة بين مختلف السائقين.
في القسم الثالث من الحصة التأهيلية، كانت الأفضلية لـ فيراري، مع ضغط كارلوس ساينز وشارل لوكلير إلى أقصى الحدود في تلك اللفات السريعة الأولى، ولكن لوكلير احتك بالحواجز بشكلٍ طفيف، وأنهى لفته السريعة بالمركز الثاني خلف زميله ساينز بـ 0.047 ث فقط.
كما أن فريق ريد بُل لم يكن بعيدًا، مع تواجد سيرجيو بيريز وماكس فيرشتابن بالمركزين الثالث والرابع، على بعد 0.1 ث عن الصدارة، فيما وصل الفارق إلى ثانية كاملة إلى بقية السائقين العشرة الأوائل.
تلك الفروقات البسيطة، في ظل تفوق فيراري في المقطع الثالث، وتألق ريد بُل في المقطعين الأول والثالث، أدت إلى عدم إمكانية التنبؤ بنتيجة الحصة التأهيلية، وعدم إمكانية الحسم حتى رفع الأعلام التي تُعلن انتهاء الحصة.
اتجهت كافة الأنظار إلى اللفات السريعة الأخيرة، التي كان حتى موقع التواجد في الحلبة يلعب دورًا فيها في ظل الاستفادة من الأثر الانسيابي. توجه ساينز إلى الحلبة، ليتبعه لوكلير ليستفيد من الأثر الانسيابي. أما في ريد بُل، ورغم أن هذه الجولة تشهد تواجد بيريز أمام فيرشتابن، إلا أن تعرض بيريز لمشكلة بسيطة في سيارته، بسبب احتكاكه بالحواجز في لفته السريعة، أدى إلى تأخيره بشكلٍ طفيف، ما أدى إلى تواجد فيرشتابن أمام المكسيكي الذي كان آخر سائقٍ يعبر خط النهاية.
وفي حين أن ساينز لم يتمكن من تحسين توقيته، بسبب ضغطه الكبير في لفته السريعة الأخيرة واقترابه من الاحتكاك بالحواجز، خصوصًا عند الخروج من المنعطف الثاني، فإن التفوق كان لمصلحة لوكلير الذي سجل 1:41.359 د، فيما تمكن بيريز، مرةً أخرى، من التفوق على فيرشتابن في المركزين الثاني والثالث، فيما دفع ساينز ثمن الضغط أكثر من اللازم واكتفى بالمركز الرابع.
1.3 ثانية كاملة تلك التي فصلت بين لوكلير، وأقرب المنافسين الذين لا يقودون لمصلحة فيراري أو ريد بُل، حيث تواجد جورج راسل بالمركز الخامس لمصلحة فريق مرسيدس، فيما عانى لويس هاميلتون من ارتداداتٍ عنيفة وحصل على المركز السابع، وليفصل بذلك بين ثنائي ألفا تاوري بيار غاسلي ويوكي تسونودا بالمركزين السادس والثامن.
رغم تأهله ضمن المراكز العشرة الأولى، إلا أن لويس هاميلتون يخضع للتحقيق بعد الحصة التأهيلية، وذلك بسبب قيادته ببطء أكثر من اللازم في القسم الثاني من الحصة التأهيلية.
حيث كان هاميلتون يحاول إجبار السيارات الأخرى على تجاوزه، ليتمكن من مطاردتها في اللفة السريعة والاستفادة من الأثر الانسيابي لتسجيل سرعات قصوى أعلى في الخطوط المستقيمة. إلا أن توقيت هاميلتون كان بطيئًا أكثر من اللازم، ما استدعى استدعائه إلى لجنة التحكيم.
ولكن، تكتيكات هاميلتون أدت إلى تأخر ثنائي ماكلارين أيضًا، ولم يتمكن لاندو نوريس وزميله دانيال ريكاردو من التأهل إلى القسم الثالث، مع التواجد بالمركزين 11 و12 تباعًا.
تألق سيباستيان فيتيل مع فريق أستون مارتن، وأنهى الحصة التأهيلية بالمركز التاسع، أمام فرناندو ألونسو الذي أكمل المراكز العشرة الأولى لمصلحة فريق ألبين.
أما بالنسبة لزميل ألونسو في الفريق، فإن إستيبان أوكون لم يتمتع بوتيرة جيدة في نهاية القسم الثاني للحصة التأهيلية، واكتفى بالمركز 13 فقط، متفوقًا على ثنائي ألفا روميو غوانيو جو وفالتيري بوتاس على الترتيب.
كانت هناك دراما منذ القسم الأول في حلبة مدينة باكو، الذي شهد تعرض لانس سترول لحادثَين في أقل من لفة واحدة، حيث تمكن من مواصلة القيادة عند ارتكابه الخطأ الأول، ومن ثم تأخر في الكبح للمنعطف الثاني في لفته السريعة، ما أدى إلى فقدانه للسيطرة على سيارته والاصطدام بالحواجز، ما أدى إلى رفع الأعلام الحمراء لفترةٍ وجيزةٍ.
بعد مواصلة الحصة التأهيلية، كان هناك ازدحام كبير مع سعي العديد من السائقين لتحسين تواقيتهم في ظل تبقي 2:30 د على نهاية القسم الأول من تلك الحصة التأهيلية، ويعتقد أليكساندر ألبون أن منافسه في ألبين فرناندو ألونسو قام بالقيادة ببطء بشكلٍ متعمد، كما أنه قام بالخروج عن حدود المسار بشكلٍ متعمد أيضًا في اللفة السريعة، لإجبار الجميع على تخفيف سرعتهم، حيث لم يتمكن ألبون من تحسين توقيته، ليحصل على مركز الانطلاق الـ 17 أمام زميله في فريق ويليامز نيكولاس لاتيفي، وجاء لانس سترول بالمركز قبل الأخير لفريق أستون مارتن، كما أن ثنائي هاس خرج من القسم الأول مع تواجد كيفن ماغنوسن وميك شوماخر بالمركزين 16 و20.