عاماً تلو الآخر، يتطلع مشجعو بطولة العالم للفورمولا 1 إلى شهر شباط/ فبراير بعد فترةٍ شتويةٍ طويلة دون وجود أية ‘نشاطات’ في عالم هذه الفئة الملكة من رياضة المحركات. لكن ما الذي علينا توقّع حصوله في هذا الشهر؟ لنكتشف ذلك سويةً.
رأي: الفورمولا 1 تعد، من. الآن، بمعركة أسطورية في 2020
بعد الاستعدادات طوال الفترة الشتوية، فإن فرق الفورمولا 1 تضع الآن لمساتها الأخيرة على سيارات موسم 2020 الجديد، وبدأنا من الآن نرى ذلك من خلال نشر مختلف الفرق لمقاطع تشغيل محركات السيارات للمرة الأولى.
الكشف عن السيارات الجديدة مرحلة مثيرة ومشوّقة بالفعل لكافة مشجعي البطولة. الأمر أشبه بالتعرف على صديقٍ جديد، واكتشاف كافة الميزات والخصائص لتلك السيارات التي سنتابعها جولةً تلو الأخرى، لحين انتهاء هذا الموسم أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
بعد الكشف عن السيارات الجديدة، تبدأ مجريات التجارب الشتوية لموسم 2020. هذا الموسم سيشهد إقامة فترتين من التجارب، مع ثلاثة أيامٍ في كل فترة، أقل بيومين مما كان الحال عليه في الأعوام الماضية وذلك نتيجةً لوجود 22 جائزة كبرى في موسم 2020، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الفورمولا 1.
المزيد من أخبار الفورمولا 1!
دايملر تقلل من شائعات رحيل مرسيدس عن الفورمولا 1
فريق رايسنغ بوينت سيُعرف بـ أستون مارتن في 2021
لوكلير يستحق أن يكون بطلاً للعالم
تنطلق مجريات التجارب الشتوية في 19 شباط / فبراير الحالي، وبالتأكيد لا بد لنا من معرفة أن تلك التجارب، رغم أنها تشهد تسجيل كافة الفرق والسائقين لتواقيتٍ، إلا أنها لا تعني الكثير.
بالعودة 12 شهراً إلى الخلف، فريق فيراري تألق بشكلٍ كبير في التجارب الشتوية العام الماضي، وفرض سيطرته المطلقة وكان هناك انطباعٌ سائد ليس بأن سيطرة مرسيدس وصلت إلى نهايتها وحسب، وإنما سيشهد موسم 2019 فرض فيراري لسيطرةٍ دون أن يتمكن أي فريقٍ آخر من منافسته.
الجميع يعلم ما حصل خلال الموسم، مع استمرار سيطرة مرسيدس والأسهم الفضية دون منافسةٍ تُذكر. لذلك، حتى في حال ظهور أي فريقٍ بوضعٍ جيد على صعيد التواقيت السريعة المسجلة، والترتيب النهائي لكل يومٍ من أيام التجارب، إلا أن ذلك لن يعطينا صورةً واضحةً عن المستوى التنافسي لكل فريق.
حسناً، كيف يمكننا الاستفادةُ من التجارب الشتوية للحصول على فكرة عن الترتيب التنافسي إذاً؟
لربما المعيار الأفضل حول ‘قوة’ كل فريق يتمثل بتجارب محاكاة السباق. من المرجح أن لا يشهد الأسبوع الأول من التجارب الشتوية إقامة مثل تلك التجارب، مع تركيز الفرق على إيجاد مستويات التوازن الصحيحة للسيارات الجديدة والعمل على التأقلم مع هذه السيارات واكتساب معلومات عنها وفحص عمل مختلف الأنظمة.
ولكن، في الأسبوع الثاني من التجارب، سنرى إكمال الفرق لمحاكاة سباقاتٍ كاملة، والنقطة الأبرز هي مدى ثبات واستقرار التواقيت التي يسجلها السائق لفةً تلو الأخرى، حيث يمثل ذلك معياراً أساسياً حول قوة كل سيارة وقدرتها على التعامل مع إطارات بيريللي بكفاءةٍ عاليةٍ، حيث أن هذه العوامل هي التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد مستوى تنافسية الفرق.
على سبيل المثال، وبعيداً عن فرق الصدارة، الجميع انبهر بسرعة فريق هاس خلال لفةٍ واحدةٍ في التجارب الشتوية العام الماضي. ورغم إدراك وجود تحسن في مستوى أداء فريق ماكلارين، لم يتوقع أحد بأن يكون فريق ماكلارين هو الأفضل في متوسط الترتيب، إلا أن تجارب محاكاة السباق لـ ماكلارين كانت مذهلةً بالفعل، مع قدرة السائقين على تسجيل تواقيت ثابتة لفةً تلو الأخرى دون تآكل الإطارات أو تدهور وتيرة السيارة.
وبالتالي، حتى وإن كانت هناك ‘تواقيت تتصدر العناوين’ مع نهاية كل يوم من أيام التجارب، إلا أن علينا القراءة بين السطور لمعرفة من هو الفريق الأفضل الذي من المرجح تفوقه على المنافسين مع انطلاق الموسم في جائزة أستراليا الكبرى الشهر المقبل.
اقرأ أيضاً!
رينو ترى مستقبلاً طويل الأمد لمحركات الاحتراق الداخلي
الاتحاد الدولي مستعد لاتخاذ إجراءات بخصوص جولة الصين
فريق فيراري الوحيد الذي بإمكانه تحقيق مطالب هاميلتون
إضافةً إلى كل ما هو معتاد في التجارب الشتوية من الأعوام الماضية، إلا أن تجارب 2020 ستشهد تغييراتٍ بسيطة، ولكنها جميلة في الوقت ذاته.
اعتدنا في التجارب الشتوية على رؤية الفرق وهي تضع حواجز تغلق فيها المراكز الخاصة بها في منطقة الصيانة، لضمان عدم قدرة الجميع على رؤية أنظمة السيارة أو رؤية الفريق وهو يعمل على السيارة.
ولكن في 2020، فإن الاتحاد الدولي حظر استخدام مثل تلك الحواجز، ما يعني أن سيارات الفرق ستبقى مكشوفةً ومعروضةً أمام الجميع طوال فترة أيام التجارب الشتوية، وسيكون من المثير للاهتمام التقاط صور للقسم الخلفي من السيارات ووحدات الطاقة.
أكثر بقليلٍ من أسبوع ونحصل على الصور الأولى لسيارات موسم 2020 من الفورمولا 1. بالتأكيد، بدأت الإثارة من الآن، ومع استقرار القوانين التقنية بين العام الماضي و2020، هناك أسباب كبيرة للتفاؤل بتقلص الفروقات بين مرسيدس، فيراري، وريد بُل في الصدارة، على أمل الحصول على معركةٍ أسطورية على الألقاب لا تُحسم إلا في اللفة الأخيرة من سباق جائزة أبوظبي الكبرى الختامي لهذا الموسم.