بعد خمسة أعوام من الكشف الأول عن المفهوم التصميمي لسيارة ‘مرسيدس- بنز آيه أم جي ون هايبركار‘ في معرض فرانكفورت للسيارات، دخلت أخيرًا تحفة الصانع الألماني خط الإنتاج في مصنع كوفنتري في المملكة المتحدة.
وتُعتبر هذه السيارة تتويجًا مهمًا لإنجازات الفريق الألماني المتتالية في بطولة العالم للفورمولا 1 خلال الحقبة الهجينة، وسيتم تزويدها بمحرك مشابه لذلك الذي تم استخدامه في السيارات الفضية في البطولة (وخاصة سيارة موسم 2015).
تم إنتاج 275 سيارة، وسيتم تسليم أول سيارة إلى مالكها المحظوظ في النصف الثاني من عام 2022. وبالمناسبة، تم تحجز كل هذه السيارات من قبل الزبائن وإن كان سعرها الابتدائي قد وصل إلى 2.275 مليون يورو (أو ما يعادل 2.3 مليون دولار)!
ونظرًا للعلاقة الخاصة لهذه السيارة بسيارات مرسيدس الخاصة بالفئة الملكة لرياضة السيارات، فقد كان من الطبيعي تصنيع وإنتاج هذه السيارة في المملكة المتحدة، فبالرغم من أن الفريق يشارك في الفورمولا 1 كفريق ألماني، إلا أن أغلب سيارات الفريق للفورمولا 1 يتم تصنيعها في مصنع براكلي، شمال غرب العاصمة لندن، بينما يتم بناء وحدات الطاقة بالقرب بريكسورث.
بدأت قصة هذه السيارة بسؤال وجهه رئيس ‘أيه أم جي‘ توبياس مورس إلى مدير قسم وحدات الطاقة في فريق مرسيدس أندي كويل في ذلك الحين حول إمكانية تزويد السيارات العادية بمحرك فورمولا 1، ومن هنا بدأ العمل على هذا المشروع منذ عام 2015، حيث انخرط قسم وحدات الطاقة عالية الأداء في ‘مرسيدس- بنز آيه أم جي‘، الذي يقوم بتطوير وتصنيع وحدات الطاقة للفورمولا 1، بعملية تصنيع وحدة الطاقة لسيارة ‘مرسيدس- بنز آيه أم جي ون‘.
وبالتالي أتى محرك السيارة بست أسطوانات على شكل حرف ‘V‘ وبسعة 1.6 ليتر، واستند التصميم بشكل رئيسي على السيارة الفائزة ببطولة العالم في عام 2015. ومع ذلك، فإن بقية قطع وحدة الطاقة أكثر تطورًا في الواقع من سيارة الفورمولا 1.
حيث أن سيارة الفورمولا 1 تأتي بمحرك V6 مزود بشاحن توربيني ومولد-محرك للإطارات الخلفية إضافة إلى مولد- محرك ثانٍ مدمج مع الشاحن التوربيني. لكن في سيارة ‘ون‘ هنالك وحدتي مولد-محرك إضافيتَين, وهاتين الوحدتين مسؤولتين عن الإطارات الأمامية، ما يجعل سيارة ‘ون‘ تعمل بالدفع الكلي.
بلغت أقصى قوة يمكن استخراجها من المحرك 1049 حصان، لكن السيارة ثقيلة نسبيًا بالنسبة لسيارة بمقعدين، إذ يبلغ وزنها حوالي 1695 كلغ، وهي قريبة من وزن سيارة فورد موستانج جي تي على سبيل المثال.
وعملت شركة ‘آيه أم جي‘ مع الشركة الكندية ‘مالتيماتيك‘، الشركة نفسها التي قامت بصنع فورد جي تي‘، لتأمين الهيكل المصنوع من ألياف الكربون.
بلغ تعداد طاقم العمل على كل واحدة من هذه السيارات 50 عاملًا، وهذا لا يتضمن العاملين على وحدة الطاقة. ولكل عملية تصنيع واحدة هنالك 16 خطوة رئيسية بدءًا من تجميع المكونات وانتهاء بالاختبارات على مسارات مبللة بالمياه وتجربة القيادة النهائية. وبعد كل خطوة، تجري عمليات فحص مختلفة يتم تدوين نتائجها في مستندات كل عملية إنتاجية.
على صعيد أرقام الأداء، من المتوقع أن يبلغ تسارع السيارة من 0 إلى 100 كلم/ ساعة حوالي 2.9 ثانية، ويمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى حوالي 250 كلم/ ساعة، وهذه القيمة يمكن أن تصل إليها السيارة نتيجة للتصميم الانسيابي المبتكر.