أعلنت اللجنة المنظمة لرالي داكار 2021 عن خطة طموحة بخصوص الطاقة البديلة وأطلقت عليها “مستقبل داكار”، وذلك خلال مؤتمراً صحفياً في مدينة نيوم بعد انتهاء المرحلة التاسعة من الرالي.
وتأتي هذه الخطة بالتوازي مع مشروع “ذا لاين”، والذي تم الكشف عنه في نيوم في 10 كانون الثاني/ يناير، حيث سيكون عبارة عن مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة ومساحتها 170 كلم وتحافظ على 95% من الطبيعة داخل نيوم.
وترتكز خطة “مستقبل داكار” على ركيزتين أساسيتين: الأولى هي المحركات المستخدمة في فئتي السيارات والشاحنات بالسباق أما الثانية فتتعلق بالخدمات اللوجستية للمنظمة من جهة أخرى.
ويريد المنظمون استغلال رالي داكار كمختبر كبير، لتحفيز وتطبيق التقدم التقني الذي وصل إليه صانعو السيارات، بعد أن أثبتت سيارات السباق أنها الوسيلة الأنجح لاختيار الوسائل التقنية الجديدة.
وأعلن المنظمون أن هذه التدابير والإجراءات سيتم اتخاذها بشكل تدريجي في رالي داكار، فبحلول عام 2022، سيتم انشاء فئة مستقلة للطاقة البديلة، للتركيز على المنافسين الذين يتسابقون في السيارات والشاحنات الهجينة أو الكهربائية أو التي تعمل بالهيدروجين، بالإضافة إلى كل من يريد تطبيق تقنيات أخرى تساهم في خفض مستوى الانبعاثات، وسيتم تعديل القوانين الرياضية من أجل أن يتمتع كل مشروع بمستوى التنافس المطلوب.
وسيفرض منظمو رالي داكار بدءاً من عام 2026 دخول جميع المتنافسين في المستويات العُليا في فئتي السيارات والشاحنات بمعايير تتماشى مع الانبعاثات المخفضة، لتمكين المنافسين بعد ذلك من شراء المركبات التي تعتمد على المعايير ذاتها للتنافس في داكار بدءاً من سنة 2030، والتي سيتم خلالها أيضاً تشغيل كافة السيارات والشاحنات بالطاقة البديلة الخالية من الانبعاثات.
وطُرِح خلال المؤتمر الصحفي مشاريع أربعة تتماشى مع هذه الخطة، أولها كانت من شركة أودي عبر الرئيس التنفيذي لشركة ‘كيو- موتورسبورت‘ سفين كفاندت، مدير برنامج الصانع الألماني في داكار 2022، والذي أعلن تطوير سيارة كهربائية بالكامل من أودي.
كما تعهد الرئيس التنفيذي لشركة ‘غرين كورب كونيكشن‘ إريك بودوت بإقحام سيارة تعمل بالهيدروجين في داكار 2023 بالتعاون مع فريق ‘جي سي كايه موتورسبورت‘.
وفي 2023 أيضاً، يدخل السائقان سيريل ديبريه ومايك هورن منافسات الراليات بسيارتهما الخاصة العاملة بالهيدروجين ‘Gen-Z‘، في حين كشف الرئيس التنفيذي لمجموعة ‘غاوسن‘ كريستوف غاوسن عن شاحنة ‘أتش 2 رود تراك‘ العاملة بالهيدروجين والتي من المفترض أن تدخل منافسات رالي داكار 2022.
وتتلخص أهمية هذه التقنية رالي داكار في كونها سوف تستخدم كمصادر طاقة نظيفة، وكذلك كونها ستساهم في الدعم المالي لبرنامج مكافحة إزالة الغابات في منطقة الأمازون، علماً بأن رالي داكار يقوم بدعم البرنامج منذ عام 2009 (كجزء من مخططه لتعويض الكربون).
ويعزز ذلك نهج داكار في إدارة النفايات، حيث يتم إنجاز يهدف إلى إنشاء معسكرات تعمل بالطاقة المتجددةيشكل كامل، كما يتم هذا العام إجراء اختبار تشغيل في جزء من مكان المعسكر في نيوم.
وسوف يتم تشغيل المركز الإعلامي وشاشة منطقة التجمع ومنطقة المنافسين والمسؤولين بتقنية الألواح الشمسية المتطوّرة لمدة يومين، علماً ان هذه التقنية تجمع بين إنتاج وتخزين وإعادة توزيع الطاقة في حزمة واحدة. أما في المستقبل القريب، فسيتم تطبيق الأمر عينه على باقي المعسكر. وكل ذلك سيساهم في دعم الابتكار في داكار، من أجل مواصلة المغامرة.