تمكن سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مراتٍ، من الفوز بسباق جائزة البحرين الكبرى، الجولة الافتتاحية لموسم 2021 من بطولة العالم للفورمولا 1، بعد معركةٍ مذهلةٍ ضد منافسه في ريد بُل ماكس فيرشتابن انتهت عند خط النهاية بفارق 0.7 ث فقط، فيما أكمل فالتيري بوتاس مراكز منصة التتويج لـ مرسيدس.
انطلاقة السباق شهدت احتفاظ فيرشتابن صدارته أمام هاميلتون، بينما تألق سائق فريق فيراري شارل لوكلير، مع الإطارات اللينة، ليتجاوز فالتيري بوتاس ويتقدم إلى المركز الثالث، إلا أن فقدان سائق فريق هاس نيكيتا مازبين للسيطرة على سيارته أدى إلى دخول سيارة الأمان في اللفة الأولى من السباق.
كان من الواضح، منذ المراحل المبكرة، أن المعركة ستكون استراتيجية للفوز بالسباق بين لويس هاميلتون وماكس فيرشتابن، مع عدم قدرة فيرشتابن على توسيع الفارق في الصدارة، وبقاء هاميلتون على بعد حوالي أقل من ثانيتين من فيرشتابن في تلك المرحلة المبكرة من السباق.
View this post on Instagram
بدأت المعركة الاستراتيجية عندما توجه هاميلتون لإجراء توقفه الأول، بوقتٍ مبكر، مع نهاية اللفة 13 ولينتقل إلى استخدام الإطارات القاسية، حيث كان توقف هاميلتون حاسماً مع خروجه إلى الحلبة أمام زميل فيرشتابن في الفريق سيرجيو بيريز.
هاميلتون بدأ، بعد ذلك، بتسجيل سلسلة من التواقيت السريعة، التي ضمنت له الانتقال إلى صدارة السباق بعد إجراء فيرشتابن لتوقفه الأول مع نهاية اللفة 17، عندما انتقل فيرشتابن إلى استخدام الإطارات متوسطة القساوة.
ورغم أفضلية هاميلتون بعد توقفات الصيانة، إلا أن فيرشتابن تمكن من رفع وتيرته وتقليص الفارق بشكلٍ كبير إلى هاميلتون، ما أجبر بطل العالم سبع مراتٍ على إجراء توقف ثاني مبكر أيضاً، عندما توجه إلى منطقة الصيانة في نهاية اللفة 28، وينتقل إلى استخدام مجموعة أخرى من الإطارات القاسية حتى نهاية السباق.
هاميلتون تمتع بوتيرةٍ جيدة بعد توقفه الثاني، وتمكن من تقليص الفارق شيئاً فشيئاً، ولكن دون رفع الوتيرة بشكلٍ كبير نظراً لأن هاميلتون كان يدرك أن عليه المحافظة على إطاراته حتى نهاية السباق، ومن ثم توجه فيرشتابن إلى منطقة الصيانة في اللفة 40، ويستخدم الإطارات القاسية، ويواصل سباقه بالمركز الثاني خلف هاميلتون، وبفارق 8 ثواني عن الصدارة.
بدأ فيرشتابن، بعد ذلك، بمطاردة هاميلتون وتقليص الفارق بشكلٍ كبير، ولتحتدم المعركة بين الثنائي، حيث تمتع فيرشتابن بوتيرةٍ مذهلةٍ في تلك اللفات الأخيرة، التي سجل فيها أسرع توقيتٍ في السباق في تلك المرحلة، فيما كان على هاميلتون الدفاع عن مركزه.
الفارق بين هاميلتون وفيرشتابن انخفض إلى أقل من ثانيتين لأول مرةٍ مع تبقي 6 لفات على نهاية السباق، مع إعلان فيرشتابن هجومه الشرس على هاميلتون سعياً لانتزاع صدارة السباق والفوز، ومن ثم تمكن فيرشتابن من تفعيل نظام التقليل من قوة السحب ‘دي أر أس’ مع تبقي أربع لفات على نهاية السباق.
فيرشتابن تمكن من تجاوز هاميلتون في اللفة 53، عند المنعطف الرابع، إلا أن هاميلتون استعاد الصدارة عند الخروج من المنعطف العاشر نظراً لأن فيرشتابن كان قد تجاوز هاميلتون خارج حدود الحلبة عند المنعطف الرابع، وليبدأ فيرشتابن مجدداً مطاردة سائق مرسيدس ليتجاوزه.
إلا أن خبرة هاميلتون لعبت دوراً كبيراً، مع محافظته على إطاراته، فيما افتقد فيرشتابن للتماسك في اللفات الأخيرة من السباق ولم يتمكن من معاودة تهديد هاميلتون، الذي أحكم سيطرته ليحقق فوزه الأول في هذا الموسم، وليبدأ حملة الفوز بلقبه العالمي الثامن.
احتفظ بوتاس بمركزه الثالث، بعد أن كان توقفه الثاني بطيئاً وخرج من دائرة المنافسة على الصدارة، إلا أنه أكمل توقف صيانة في اللفة ما قبل الأخيرة من السباق ليضمن تسجيل أسرع توقيت، وليحرم فيرشتابن من النقطة الإضافية.
أما بالنسبة لزميل فيرشتابن، فإن سيرجيو بيريز قدم سباقاً قوياً في بدايته مع فريق ريد بُل، حيث انطلق من المركز 11، لكنه عانى من مشكلةٍ أدت إلى توقف محرك سيارته عن العمل، لكنه تمكن من مواصلة القيادة، إلا أنه انطلق من منطقة الصيانة بالمركز الأخير.
رغم ذلك تمكن بيريز من تحقيق تقدم جيد خلال السباق، واجتاز خط النهاية بالمركز الخامس.
أظهر فريق ماكلارين مستوى أداء قوي طوال مجريات السباق، مع منافسته على صدارة متوسط الترتيب، وكان بإمكان الفريق استغلال أفضلية الاستراتيجية لمصلحته، خصوصاً مع لاندو نوريس الذي أنهى السباق بالمركز الرابع، بينما جاء زميله دانيال ريكاردو، في سباقه الأول مع ماكلارين، بالمركز السابع، وفصل بين ثنائي فريق فيراري الذي يشهد تحسناً ملحوظاً في مستوى تأديته، مع تواجد شارل لوكلير وكارلوس ساينز بالمركزين السادس والثامن تباعاً.
شارك سائق فريق ألفا تاوري يوكي تسونودا بسباقه الأول في الفورمولا 1، وأظهر أداءً قوياً، مع إكمال سلسلة من التجاوزات المذهلة، في طريقه للحصول على المركز التاسع وليسجل نقطتين في أول مشاركة له في الفئة الملكة لرياضة المحركات، فيما أكمل لانس سترول مراكز النقاط لمصلحة أستون مارتن.
أما بالنسبة لزميل تسونودا في فريق ألفا تاوري، فإن بيار غاسلي تعرض لاحتكاكٍ مع سيارة نوريس في بداية السباق أدى إلى تحطم الجناح الأمامي على متن سيارته، ليتراجع في الترتيب دون تحقيق تقدم في المراحل اللاحقة من السباق، ولينسحب نتيجةً لذلك.
عند مقارنة الأداء مع العام الماضي، أظهر فريق ألفا روميو تقدماً ملحوظاً في وتيرته، مع اجتياز كيمي رايكونن وأنطونيو جيوفينازي لخط النهاية بالمركزين 11 و12، بينما جاء إستيبان أوكون بالمركز 13 لمصلحة فريق ألبين، فيما انسحب زميله العائد إلى الفورمولا 1 فرناندو ألونسو بسبب مشكلة في المكابح.
جورج راسل أنهى سباقه بالمركز 14 لمصلحة فريق ويليامز، بينما انسحب زميله نيكولاس لاتيفي.
في سباقه الأولم ع فريق أستون مارتن، تعرض سيباستيان فيتيل لعدة مشاكلٍ مع انطلاقه من المركز الأخير، ومن ثم كان هناك احتكاك بينه وبين أوكون، أدى إلى حصول فيتيل على نقطتين جزائيتين، وأنهى السباق بالمركز 15 أمام ميك شوماخر.