فرض سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون سيطرته المطلقة مع فوزه بسباق جائزة أبوظبي الكبرى، الجولة الختامية لموسم 2019 من بطولة العالم للفورمولا 1، متفوقاً على سائق فريق ريد بُل ماكس فيرشتابن، فيما جاء شارل لوكلير بالمركز الثالث لمصلحة فيراري علماً أن مركزه تحت التحقيق.
بدأت الأحداث المثيرة للجدل قبل انطلاق السباق الختامي في حلبة مرسى ياس، وذلك مع استدعاء فريق فيراري إلى لجنة التحكيم بسبب التصريح عن كمية وقود مختلفة عن تلك التي تم قياسها على متن سيارة شارل لوكلير قبل توجهه إلى شبكة الانطلاق، علماً أنه سيتم الاستماع إلى ممثلي فيراري بعد انتهاء السباق.
لمزيد من التفاصيل: الاتحاد الدولي يحقق بسيارة لوكلير
بالعودة إلى مجريات السباق الختامي للفئة الملكة من عالم رياضة المحركات، كانت السيطرة مطلقة بالكامل لـ لويس هاميلتون. حيث فرض بطل العالم السداسي هيمنته، مع انطلاقه من المركز الأول واحتفاظه بصدارته وصولاً إلى المنعطف الأول، وليعمل بعد ذلك على توسيع الفارق لفةً تلو الأخرى مبتعداً عن كافة منافسيه، ودون تهدد حظوظه في الصدارة.
وتمكن هاميلتون من المحافظة على إطاراتهٍ لعددٍ كبيرٍ من اللفات، واختار إجراء توقف صيانة وحيد، مع توجهه إلى منطقة الصيانة مع نهاية اللفة 26 لينتقل إلى استخدام الإطارات القاسية، بعدما بدأ سباقه مع الإطارات متوسطة القساوة، في توقف صيانة كان طويلاً نسبياً، مع استغراق فريق مرسيدس لـ 3.2 ث لتبديل الإطارات على متن سيارة هاميلتون.
بعد ذلك، واصل هاميلتون سباقه في الصدارة، وليحتل المركز الأول في كافة لفات السباق في حلبة مرسى ياس، مع انطلاق السباق في فترة غروب الشمس، وانتهائه تحت الأضواء الكاشفة لهذه الحلبة، مع اجتيازه لخط النهاية محققاً فوزه الـ 11 في الموسم الحالي، وليضمن بذلك تسجيل النقاط في كافة سباقات موسم 2019.
كما أن هاميلتون سجل توقيت قياسي جديد لحلبة مرسى ياس في ظروف السباق، مع تسجيله لتوقيت 1:39.283 في اللفة 54، وليحصل على نقطةٍ إضافية، ومحققاً بذلك الـ ‘غراند سلام’ مع انطلاقه أولاً، تصدره لكافة لفات السباق، وتسجيله لأسرع توقيت لفة في السباق.
ولكن خلف هاميلتون، خسر ماكس فيرشتابن مركزه الثاني لمصلحة لوكلير عند انطلاق السباق، مع استغلال لوكلير لأفضلية محرك فيراري وصولاً إلى المنعطف الثامن، وليتقدم وليخطف هذا المركز الذي حافظ عليه في المرحلة الأولى من السباق التي شهدت عدم إمكانية استخدام السائقين لنظام التقليل من قوة السحب ‘دي أر أس’ إثر مشكلةٍ تقنية تم إصلاحها في وقتٍ لاحقٍ.
ولكن فريق فيراري كان الأول، من ضمن فرق الصدارة، الذي اختار استدعاء سائقيه، إذ أن لوكلير وزميله سيباستيان فيتيل توجها إلى منطقة الصيانة، سويةً، مع نهاية اللفة 12، مع تأخر فيتيل في توقفه، ومع استخدام الثنائي للإطارات متوسطة القساوة بعد هذا التوقف.
أما بالنسبة لـ فيرشتابن، فإن الهولندي توجه إلى منطقة الصيانة لإجراء توقفه الوحيد مع نهاية اللفة 25. ورغم أنه واصل سباقه خلف لوكلير، إلا أنه كان بحاجةٍ لبضعة لفاتٍ فقط قبل تقليص الفارق، وليخطف المركز الثاني من لوكلير عند المنعطف الثامن أيضاً في اللفة 32، ومن ثم باءت محاولات لوكلير لاستعادة مركزه بالفشل، مع اجتياز فيرشتابن لخط النهاية بالمركز الثاني، وليضمن إنهاء ترتيب النقاط للسائقين بالمركز الثالث خلف ثنائي مرسيدس.
هذا الأمر أدى إلى تواجد لوكلير بالمركز الثالث، متقدماً بحوالي 20 ثانية على زميله فيتيل، لحين قرار فيراري إجراء توقف صيانة إضافي للسائقَين مع نهاية اللفة 38، ومع تزويد لوكلير بمجموعةٍ من الإطارات اللينة، وفيتيل بمجموعةٍ من الإطارات القساوة، وليتراجع فيتيل إلى المركز السادس نتيجةً لذلك فيما احتفظ لوكلير بمركزه الثالث.
ولكن وتيرة لوكلير، رغم استخدامه للإطارات اللينة الجديدة، لم تكن جيدةً كما كان متوقعاً، وهذا الأمر أدى إلى تقليص زميل هاميلتون في الفريق بوتاس للفارق إلى لوكلير في اللفات الأخيرة بوتيرةٍ عاليةٍ، وليحصل بوتاس على فرصةٍ لاجتياز خط النهاية بالمركز الثالث والصعود إلى منصة التتويج رغم انطلاقه من المركز الأخير إثر استخدامه لقطعٍ جديدة من وحدة الطاقة في هذا السباق.
أما بالنسبة لزميل لوكلير في الفريق، فإن سيباستيان فيتيل أظهر وتيرةً جيدةً بعد توقفه الأخير، وتمكن من تقليص الفارق إلى سائق فريق ريد بُل أليكساندر ألبون، وليتجاوزه في اللفة قبل الأخيرة من السباق مع اجتياز الثنائي لخط النهاية بالمركزين الخامس والسادس تباعاً.
كانت هناك معركة محتدمة، خصوصاً في اللفات الأخيرة من السباق، على أفضل مركز ضمن فرق متوسط الترتيب بين سائق فريق ماكلارين لاندو نوريس، وسائق رايسنغ بوينت سيرجيو بيريز، حيث استمرت هذه المعركة حتى الأمتار الأخيرة من السباق وحُسمت لمصلحة بيريز بالمركز السابع أمام نوريس، مع إكمال التجاوز في اللفة الأخيرة من السباق.
المركز التاسع كان من نصيب سائق فريق تورو روسو دانيل كفيات، وهو مركزٌ لم يكن كافياً لمنح تورو روسو المركز الخامس في ترتيب بطولة العالم للصانعين، فيما تمكن زميل نوريس في فريق ماكلارين كارلوس ساينز من التفوق على سائق رينو نيكو هولكنبرغ في اللفة الأخيرة، ليكمل المراكز العشرة الأولى متفوقاً على ثنائي رينو دانيال ريكاردو ونيكو هولكنبرغ في المركزين 11 و12 تباعاً.
أما بالنسبة لزميل كفيات في الفريق، فإن بيار غاسلي احتك بإحدى سيارتَي رايسنغ بوينت عند انطلاق السباق، ما أجبره على إجراء توقف صيانة مع نهاية اللفة الأولى، وليجتاز خط النهاية بالمركز 18 متأخراً عن منافسيه، وفصل بين ثنائي ويليامز جورج راسل وروبيرت كوبيتسا.
بينما كان هذا السباق بالنسيان بالنسبة لثنائي ألفا روميو وثنائي فريق هاس، مع تواجد كيمي رايكونن وأنطونيو جيوفينازي بالمركزين 13 و16 لـ ألفا روميو، وفصل بينهما ثنائي هاس كيفن ماغنوسن ورومان غروجان.