كان من المُستبعد دائمًا على فريق ويليامز تحقيق الفوز على حلبة سيلفرستون، ولكن هل كان بإمكانه تقديم مُنافسة أقوى وأن يترك سائقه فالتيري بوتاس يتصدر السباق؟ في هذا المقال يُحلل لنا بن أندرسون سباق جائزة بريطانيا الكبرى. ويتطرق للعوامل التي حرمت فريق ويلامز من تحقيق النتيجة الأفضل له مُنذ موسم 2012.
في النهاية ربما تبدو النتيجة التي تحققت قد توقعها مُعظم الناس، ولكن بالتأكيد لم يكن ذلك السباق الذي يتوقعه أي شخص.
في نهاية المطاف جعل السائق البريطاني مواطنيه الذين تواجدوا في سيلفرستون لحضور سباق بلاهم يعودون لمنازلهم فرحين بتحقيقه الفوز في جائزة بريطانيا الكبرى للمرة الثالثة في مسيرته، ولكن خلال أول 20 لفة غريبة من السباق تساءلنا جميعنا عمَّا إذا بإمكان فريق ويليامز سلب النصر من هاميلتون.
ومن اللحظة التي انطلق فيها البرازيلي فيليبي ماسا والفنلندي فالتيري بوتاس من الصف الثاني على شبكة الانطلاق، وتجاوزا سيارتي فريق مرسيدس اللتين عانتا من قلة التماسك أثناء الدخول في مُنعطف آبي السريع باتجاه اليمين، حيث ارتفعت الآمال بمُشاهدة نوع مُختلف من المُنافسات في الفورمولا واحد التي اعتدنا عليها مُنذ بداية موسم 2015. وفجأةً، كان لدينا 4 سيارات لديها القدرة على المُنافسة لتحقق الفوز، بدلًا من سيارتين.
أو هل كان اعتقادنا صحيحًا؟ هل كان هذا النوع من المُنافسات التي تفتقد إليها الفورمولا واحد بشكلٍ عام مُنذ فترة طويلة – مُشاهدة فريقين يتنافسان لتحقيق الانتصارات؟
أو هل كان لدى فريق مرسيدس، الذي سيطر على الفورمولا واحد طوال 18 شهرًا الماضية، قويًا ببساطة بالنسبة لقدرات فريق ويليامز؟
وعلى الفور تمكن هاميلتون من استعادة التوازن من خلال تجاوز بوتاس من الجهة الداخلية خلال الدخول الأول إلى مُنعطف ذا لووب، قبل أن يُحاول السائق الأسترالي دانيال ريكياردو المُفرط بالتفاؤل في تجاوز سائق فريق لوتُس الفرنسي رومان غروجان أثناء الدخول لمُنعطف فيلاج باتجاه اليمين بزاوية 90 درجة الذي يسبقه.
دفع التلامس بسيارة غروجان إلى سيارة زميله في الفريق الفنزويلي باستور مالدونادو – مما تسبب بانسحاب كلتا سيارتي الفريق من السباق (توجه مالدونادو بسيارته المُتضررة إلى منصات الفريق أولًا) – بينما التفت سيارة سائق فريق ماكلارين الإسباني فرناندو ألونسو على نفسها بمقدار نصف دائرة لتجنب التعرض لحادث واصطدم بطريقه بسيارة زميله البريطاني جنسون باتون خلال هذه الحركة، ما أجبر ألونسو على التوقف في منصات الصيانة لتغيير أنف سيارته.
وبعد فترة الدخول المُحتَّم لسيارة الامان لإزالة الفوضى، حاول هاميلتون إكمال عملية العودة للصدارة من خلال تجاوز ماسا من الجهة الخارجية أثناء الدخول لمُنعطف كلوب.
لكن بطل العالم الحالي تعرض لانغلاق في مكابح سيارته وخرج عن المسار لفترة وجيزة، ما سمح لبوتاس باستعادة مركزه الثاني قبل الدخول في المنعطف السريع باتجاه اليمين الذي يُؤدي إلى المقطع المُستقيم لخط البداية/ النهاية.
وعاد فريق ويليامز ليحتل المركزين الاول والثاني مع عودة السباق لوضعه الطبيعي. هذه المُتغيرات ذكرتنا بسباق جائزة النمسا الكبرى لموسم 2014، عندما استفاد فريق ويليامز من الأداء الضعيف لسائقي فريق مرسيدس للسيطرة على الصف الاول لشبكة الانطلاق ومن ثم تصدر السباق في مراحله الأولى.
لكن فريق ويليامز آنذاك لم يتمكن من اللعب لتحقيق الفوز فعلًا، أنتج الفريق سيارة جيدة لموسم 2014 ولكن نتائجه كانت سيئة من ناحية الأداء، وكان الفريق مُحتاجًا بشدة لتحويل سرعته إلى نتائج قوية في الصعود إلى منصات التتويج.
وحققَّ ذلك من بإحراز المركز الثالث مع بوتاس، ولكن المشاعر السائدة بعد ذلك كانت بأن اعتماد خطة أفضل بعض الشيء مع أسلوب قيادة أفضل أثناء فترات الدخول لمنصات الصيانة كانت لتسمح للفريق بالتغلب على سيارة مرسيدس واحدة على الأقل وصعود كلا سائقي فريق ويليامز إلى منصة التتويج.
وأصبح فريق ويليامز أفضل من ذي قبل – وأكثر ثقة، وأكثر دقة من ناحية العمليات، وعدَّل في أدائه للتسابق والاقتراب من المُقدمة بعد فترةٍ طويلةٍ جدًّا من الركود. وبالتأكيد كان هنالك على الأقل فرصة لمُشاهدة تحدي حقيقي لتحقيق الفوز مع تقدم كلتا سيارتي فريق ويليامز من طراز “أف دبليو 37″ على سيارتي المرسيدس هنا.
والمُشكلة كانت أن سيارة ويليامز المُتصدرة لم تكن سريعة بما يكفي في المراحل الاولى من السباق ببساطة، وكان ماسا أسرع من بوتاس في الحصة التأهيلية بفارقٍ ضيئل (بالتحديد 0.064 ثانية) ولكن لم يبدو مُرتاحًا في المراحل الأولى من السباق، حيث كان يسير مع خزان وقود مُمتلئ على إطارات ذات تركيبة مطاطية مُتوسطة الليونة مُستهلكة بعض الشيء خلال فترات التجارب.
أخبر فريق ويليامز سائقه بوتاس أن لا يُنافس ماسا مبدئيًا، ولكن بوتاس كان عنيدًا وقال: “يُمكنني فعل هذا؛ يُمكنني تجاوزه في المقطع المُستقيم”. ولكنه لم يتمكن.
وبشكلٍ مُتكرر دافع البرازيلي عن مركزه أمام زميله الذي حاول تجاوزه من الخط الداخلي أثناء التوجه لمُنعطف ستو، وبينما لم يكن بوتاس قادرًا إطلاقًا على الحصول على السُرعة الكافية باستخدام نظام تقليص قوة الجر “دي آر أس” لتجاوز ماسا من الجهة الخارجية وتولي زمام صدارة السباق.
سمحت هذه المُنافسة لهاميلتون في إبقاء الفارق بينه وبين المُتصدرين مُستقرًا ضمن حُدود 1.5 ثانية لما تبقى من القسم الاول من السباق، بينما بدا ماسا قادرًا على حجز سيارة بوتاس الأسرع خلفه.
وشرح ماسا الأمر بالقول: “كنت أتمتع بأداءٍ جيد باستخدام [الإطارات ذات التركيبة] القاسية وكان لدي الكثير [من قوة الارتكازية] على الجناح الأمامي باستخدام الإطارات التركيبة مُتوسطة الليونة”، وأضاف: “حاولت الحفاظ على مركزي. ولم أفعل أي شيءٍ خاطىء”.
وأضاف: “عندما كان أسرع مني، ولحق بي، كان خلفي تمامًا قبل الدخول للمُنعطف 15 [ستو]. ولكن المُنعطف 15 ذو سُرعة مُرتفعة وكُنت أسير في الجهة الداخلية للمُنعطف عندما كان قريبًا مني لعدة مرات. حاول السير من الجهة الخارجية ولكنه لم يتمكن من تجاوزي إطلاقًا من الجهة الخارجية في ذلك المُنعطف”.
وأكمل: “كُنا نتنافس، وكانت سياراتي مرسيدس تتنافس أيضاً. هذا الأمر يُظهر لنا بأن على السائقين التنافس. كان بوتاس أفضل مني بعض الشيء باستخدام الاطارات الاختيارية [ذات التركيبة المُتوسطة الليونة] ولكني كُنتُ أسرع باستخدام الإطارات ذات التركيبة المطاطية القاسية. وجميع الأمور التي حصلت اليوم صحيحة تمامًا، وهي جُزء من التسابق العادي”.
أما المُدير التقني لفريق ويليامز بات سيموندز فقد تحدث عن الامر ووصفه بأنه “طريقة فريق ويليامز” بترك سائقي الفريق يتسابقان من دون تدخل، ومن ناحيته رفض بوتاس الإشارة إلى أنه كان يتعيَّن على ماسا السماح له بتجاوزه.
وقال بوتاس: “هذا ليس تسابقًا”.
ولكنه أشار إلى أنه كان يتعيَّن على فريقه السماح له بمُهاجمة زميله في وقتٍ أبكر، بدلًا من الانتظار لمعرفة ما الذي سيتمخض عنه القسم الأول من السباق، وكيف “تعامل فريق مرسيدس مع مراكزهم”، وفقًا لما أشار إليه سيموندز.
وقال بوتاس: “ليس أمرًا جيدًّا أن أكون قادرًا على التسابق عندما يكون لدي أفضل الفُرص، ولكن لم يُسمح لي بالتجاوز”، وأضاف: “لأننا كُنا في مراكز جيدة جدًّا، أراد الفريق تهدئة الأمور، وليس من صالحنا خسارة الوقت في التنافس”.
وتابع: “بالتأكيد كان وضعًا مُخيبًّا بالنسبة لي، ولكن من السهل جدًّا قول هذا فيما بعد. وكان من الواضح تمامًا أني كُنتُ أتمتع بأداء أقوى بعض الشيء في تلك المرحلة، ولكن هذا هو التسابق”.
وقدَّر بوتاس بأنه كان أسرع من ماسا بفارق “نصف ثانية تقريبًا في اللفة” خلال القسم الأول من السباق، وبأنه كان قادرًا (فيما لو تم السماح له) على تجاوزه في أقرب فُرصة.
وبالتأكيد بدا أنه لدى الفنلندي أمرٌ إضافي في جُعبته، وفي اللفة التي دخل فيها إلى منصات الصيانة كان أسرع من ماسا بفارق 1.291 ثانية في نهاية القسم الاول من السباق.
وتوقع بأنه سيتقدم على البرازيلي عندما حاول ذلك للمرة الأولى في اللفة العاشرة، ما سيترك له 9 لفات لكي يبني فارق أفضلية قبل أن يُجري هاميلتون توقفه الأول في منصات الصيانة.
واستنادًا إلى تقديرات بوتاس، كان سيبتعد في الصدارة بفارق 4.5 ثانية تقريبًا قبل إجراء التوقفات، ويتعيَّن أن يكون هذا الفارق (على افتراض أن قيام فريق ويليامز بتبديل إطارات سيارات بوتاس بسلاسة وسُرعة) كافيًا لتجنب تجاوز هاميلتون له في فترة التوقفات الأولى.
وربما كان هذا سيعني بأن سيارتي ويليامز ستعودان للمركزين الأول والثالث بعد فترة التوقفات في منصات الصيانة، بدلًا من المركزين الثاني والثالث. وبالتالي كان الأمر مُعتمدًا على بوتاس لصد هجمات هاميلتون على الإطارات ذات التركيبة القاسية.
وتجاهل، حتى هذه اللحظة، هطول الأمطار في وقتٍ مُتأخر من السباق ما أدى لخلط الأوراق، هل كان على فريق ويليامز أن يكون أكثر قسوةً في مُلاحقة الفوز خلال المراحل الأولى من السباق، والتضحية بالسيارة البطيئة من أجل السيارة الأسرع؟
أجاب بوتاس: “لا أعرف، عليك أن تسأل الفريق”، وأضاف: “أحترم موقف الفريق، كما فعلت اليوم عندما تم إخباري بعدم التجاوز. ولم أقُم بالتجاوز على الرغم من أنه أُتيحت لي الفُرصة”.
وأكمل: “علينا أن نتمتع بنظرة أفضل على الطريقة التي يُمكننا فيها الحُصول على أفضل النتائج مما حصل اليوم. لن أقول المزيد، ولكن رُبما كان بإمكاننا فعل شيءٍ ما بطريقةٍ أفضل”.
الالتزام بفكرة ‘التسابق الصرف’ عَنَتْ في النهاية بأن هاميلتون قد تمكن من تجاوز كلتا سيارتي فريق ويليامز بكل سُهولة أثناء التوقفات في منصات الصيانة، ما يعني بأن المجال قد أصبح مُتاحًا أمام بطل العالم للتسابق حتى الفوز من دون أية تحديات، ولكن رئيس قسم الأداء لدى فريق ويليامز روب سميدلي دافع عن هذه المُقاربة.
حيث شرح ذلك بالقول: “لا نُريد تفضيل سائق على آخر – وبالتأكيد لن نفعل – إنه مجهودٌ جماعي ونُريد الحُصول على أكبر كمية من النقاط قدر الإمكان لصالح الفريق”.
وأضاف: “الفريق يأتي أولًا وفوق الجميع – لدينا قواعد تنافس مُباشر خاصة بنا وقد كُنا سُعداء للسماح لسائقي الفريق بالتسابق طالما أنهما لم يُعيقا بعضهما البعض”.
ولكن بدا بأنهما يُعيقان بعضهما البعض. وفي هذه المرحلة من السباق كان من المُمكن خوض المُنافسة على المركز الأول وجعل السيارة السيارة الاخرى تخوض المُنافسة على المركز الثالث، أو الرابع في أسوأ الأحوال.
وإذا كان الهدف من النقاط أن تكون “للفريق”، فإن المركزين الأول والثالث أفضل من المركزين الثاني والثالث. وحتى المركزين الأول والرابع أفضل من المركزين الثاني والثالث.
وفي النهاية يبدو أن فريق ويليامز سيكون أفضل في الإجمال لو سُمح لبوتاس أو كان كان قادرًا على تولي صدارة هذا السابق، ولكن بالتأكيد لم يكن ماسا ليرضخ بسهولة في مثل هذا النوع من المواقف، وكما أثبت في سباق جائزة ماليزيا الكبرى الموسم الماضي عندما تجاهل “تعليمات الفريق” (هذا ما قالته كلير ويليامز) بالسماح لبوتاس بالمرور خلال التنافس مع فريق ماكلارين على نقاط ثانوية.
وبصرف النظر عن ذلك، وفي هذه المرحلة كان فريق ويليامز قادرًا على الاقل على أن يُنجز في سيلفرستون ما لم يتمكن من فعله سابقًا على حلبة ريد بُل رينغ في موسم 2014 – بحجز سيارة فريق مرسيدس الثانية أثناء التوقفات في منصات الصيانة.
عاد بوتاس إلى الحلبة بعد توقفه إلى جانب ماسا، ولكنه خسر مركزه أثناء التوجه لمنطف فيلاج باتجاه اليمين. واستغل روزبرغ الفرصة ومرَّ من جانب بوتاس في مُنعطف ذَا لووب، ولكن الفنلندي عاد ليُنافسه أثناء الخُروج من المُنعطف واستعاد المركز الثالث من خلال القيادة بطريقةٍ حاسمة من الجهة الخارجية أثناء عُبور مُنعطف إينتري.
ربما كان إبقاء روزبرغ بعيدًا عن منصة التتويج كجائزة ترضية رائعة لفريق ويليامز. ولكن جاءت الأمطار.
تبقى على نهاية السابق 15 لفة عندما بدأ مُتصدرو السباق بالمعاناة، حيث أصبح ذلك القسم من الحلبة الذي يتضمن مُنعطفات برووكلاندز، ولوفيلد، وودكوت والمقطع المُسقيم لخط البداية / النهاية القديم مُبتلًا بشكلٍ أثر على تماسك السيارات بقوة.
وخلال هذه المرحلة المتأخرة أصبح السباق بالفعل مُخيبًّا بالنسبة لفريق ويليامز.
وبدا أن سيارة مرسيدس أفضل بكثير من ناحية الحفاظ على درجة حرارة الإطارات ذات التركيبة المطاطية القاسية مع ازدياد حالة الحلبة سوءًا، وتمكن روزبرغ من تجاوز كُلًّا من بوتاس وماسا بشكلٍ سهلٍ نسبيًّا، حيث لم يكن قادرًا على تحقيق هذا الأداء الرائع سابقًا.
تجاوز الألماني بوتاس أثناء الخُروج من مُنعطف كوبس في اللفة 39 من أصل 52 هي مسافة السابق، قبل المرور من جانب ماسا عند مُنعطف فيلاج بعد ذلك بلفتين.
وبعد لفتين من ذلك، دخل هاميلتون مُتصدر السباق إلى منصات الصيانة للتزوّد بالإطارات المُخصصة للمسارات المُبللة (وقال هاميلتون عن ذلك: “رُبما للمرة الأولى في مسيرتي المهنية أتخذ الخيار الصائب تمامًا بخُصوص الإطارات”)؛ وفعل سائق فريق فيراري سيباستيان فيتيل
الأمر نفسه عندما كان في المركز الخامس.
وانتظر فريق ويليامز للفة إضافية قبل تغيير إطارات كلتا سيارتي الفريق بشكلٍ سريعٍ ومُتتالي.
ولسوء حظهم تحول التأخر للفة واحدة إلى تأخرٍ كبير، وفي هذه المرحلة كانت الظروف سيئةً جدًّا بحيث كانت كلتا سيارتي فريق ويليامز في اللفة التي دخلوا فيها إلى منصات الصيانة مُتأخرين بأكثر من 20 ثانية عن الزمن الذي تمكن هاميلتون وفيتيل من تحقيقه. وعاد ماسا للسباق في المركز الرابع خلف فيتيل.
وشرح سميدلي الأمر بالقول: “كُنَّا ننتظر لغاية الوقت المُناسب للتوقف واتخذ هاميلتون قرارًا رائعًا فعلًا بهذا الصدد”، وأضاف: “لقد حاولنا فقط مُشاهدة المقاطع الخاصة بنا، وفي الحقيقة كان المقطع الأوسط من اللفة عندما توقف هو الحُصول على المزيد من السُرعة”.
وأكمل: “هطلت الأمطار على مخرج منصات الصيانة في المقطع المُستقيم لمنصات الصيانة، وعندما هطلت الامطار ربما تمكن فيتيل من الحُصول على 15 ثانية إضافية أو شيء من هذا القبيل من أجل اتخاذ ذلك القرار عندما بدا من الواضح بأن المسار سيُصبح مُبتلًا أكثر، وسياراتنا كانت اجتازت للتو مدخل منصات الصيانة”.
وحالما تجتاز مدخل منصات الصيانة سيكون عليك اجتياز لفة أخرى. وكا ذلك مُخيبًّا للآمال لأننا لم نتمكن من تحقيق ذلك تمامًا”.
ولم تتمكن ايًّا من سيارتي ويليامز من تحقيق نتيجة جيدة كما حققَّ من خلال الانطلاقة الجيدة وكما كان السباق واعدًا. ويتعيَّن على الفريق الشُعور بالمرارة تجاه خسارة كلتا سيارتيه صدارة السباق حيث أنهت السباق في المركزين الرابع والخامس البعيد.
في الحقيقة، كان فقدان بوتاس للأداء على الإطارات الخاصة بالمسارات المُبللة (وهي مُشكلة عانى منها فريق ويليامز في الماضي) مع اقترابه من خسارة مركزه لصالح سائق فريق ريد بُل الروسي دانييل كفيات أيضًا.
وأضاف سميدلي: “بالتأكيد كان شُعورٌ بخيبة الأمل”، وتابع: “أتينا إلى هُنا لأننا نُريد الفوز، وهذا هو السبب الذي ننهض فيه من أسِرَّة النوم صباحًا. هناك درجة مقبولة من الواقعية حول هذه الرغبة، وبالتأكيد أردنا صُعود كلتا سيارتي الفريق لمنصات التتويج حالما يصلا إلى وضعٍ إيجابيٍّ فعلًا”.
وختم سميدلي حديثه قائلاً: “”لا توجد أمور سحرية في هذا؛ أنت تعرف أن فريق مرسيدس خلفك وبأن لديهم أسرع سيارة، وسيكون من الصعب جدًّا الإبقاء على سيارتي فريقنا أمام سياراتهم. أردنا المجيء إلى هُنا والتسابق، المجيء إلى هُنا والفوز، ولكي تصعد كلتا سيارتينا إلى منصة التتويج. لم يحصل هذا ولذلك – جميعنا مُتسابقين، وجميعنا نشعر بخيبة الأمل”.
ولكن الجماهير البالغ عددها 140000 مُتفرج الذين جاؤوا لحُضور السباق لم يعودوا لمنازلهم خائبي الأمل بفضل فوز مُواطنهم هاميلتون على أرضه وبين جماهيره.