أعلن فريق هاس، رسمياً، عن تشكيلة سائقيه لموسم 2020 من بطولة العالم للفورمولا 1، مع تأكيد عدم انضمام نيكو هولكنبرغ والمحافظة على رومان غروجان وكيفن ماغنوسن. ورغم أن الخيارات قد تكون محدودةً لـ هولكنبرغ، إلا أن الألماني بدأ مخاطرةً قد تؤتي بثمارها.
منذ مشاركته في الفئات المساندة في سباقات المقعد الأحادي، الجميع كان يعلم أن لدى هولكنبرغ سرعة مذهلة وأن بإمكانه المنافسة في الصدارة في حال كانت لديه السيارة المناسبة.
ذلك الشرط الأخير يعتبر أساسياً في الفورمولا 1. من الضروري بالنسبة لكل سائقٍ التواجد في الوقت المناسب في المكان المناسب ليحصل على فرصة المنافسة في الصدارة، خصوصاً مع اعتماد الفورمولا 1 بشكلٍ كبير على أداء السيارة إلى جانب مهارة السائقين.
ولكن بالنسبة لـ هولكنبرغ، طوال مسيرته الاحترافية لم يكن ذلك الأمر متاحاً، لعدة أسبابٍ. لم يكن هولكنبرغ متوفراً لاغتنام الفرصة للانتقال إلى فريقٍ من فرق الصدارة في السابق. ولهذا السبب، ورغم وجود محادثات بين سيرجيو بيريز وفريق رينو خلال 2016 لإمكانية وجود شراكة بين الطرفين للعام التالي، إلا أن نيكو هولكنبرغ كان من اغتنم الفرصة فور انتهاء المفاوضات بين الطرفين، علماً أن هولكنبرغ كان مرشحاً للاستمرار ضمن صفوف فورس إنديا في تلك الفترة.
هولكنبرغ أراد اغتنام فرصة القيادة لفريق مصنع، فريق ضخم مع استثمار وخطة للعودة والمنافسة في الصدارة بعدما كان فريق رينو قد اعتاد على ذلك في الأعوام السابقة.
لكن، لعدة أسبابٍ، لم تسر الأمور على ما يرام مع عدم قدرة رينو على تحقيق المكاسب المرجوة، خصوصاً في الموسم الحالي الذي لم يكن بمستوى التوقعات، ومن ثم العوامل العديدة التي أدت إلى انتهاء الشراكة بين هولكنبرغ ورينو وعدم تجديدها ما بعد نهاية الموسم الحالي.
اقرأ أيضاً | هولكنبرغ: قرار رينو بضم أوكون لا يعتمد على الأداء
فريق هاس كان قد أعرب عن رغبته، في عدة مناسباتٍ، واهتمامه بضم هولكنبرغ إلى صفوفه السنة المقبلة لمزاملة ماغنوسن، خصوصاً مع تراجع أداء غروجان بشكلٍ كبير.
من المستبعد أن يكون فريق هاس، مع مديره غانثر ستاينر، قد أدلى بكافة تلك التصريحات دون أن تكون الأفضلية لـ هولكنبرغ على غروجان. لا يمكن لأي فريقٍ التصريح بأنه يفكر بضم سائق آخر، ما لم يكن لذلك السائق الأولوية على السائق الحالي الذي كان ليحصل على الدعم في حال كان الأوفر حظاً.
وبالتالي، من المرجح أن هولكنبرغ هو الذي رفض توقيع عقد الانتقال إلى فريق هاس، وليُجبر الفريق الأميركي على تجديد عقد غروجان لموسمٍ إضافي على الأقل. لكن ما هي الخيارات المتاحة بالنسبة لـ هولكنبرغ الآن؟
ربما الخيار الأبرز قد يكون فريق ألفا روميو. لكن مرةً أخرى، الانتقال إلى ألفا روميو سيعني إمضاء هولكنبرغ لموسمٍ آخر من مسيرته الاحترافية، التي تدخل موسمها العاشر لـ هولكنبرغ كسائقٍ أساسي في 2020، مع فريق من فرق متوسط الترتيب.
فإذاً، من المرجح أن يتمهّل هولكنبرغ ويدرس كافة خياراته المتاحة، حتى وإن كان ذلك يعني انتهاء الموسم دون الإعلان عن الوجهة المقبلة له. إذ أن فريق ريد بُل كان قد أعلن بوضوح أنه يراقب وضع هولكنبرغ، وأنه قد يدرس إمكانية استقدامه، حتى وإن لم يكن ضمن برنامج ريد بُل في الوقت الحالي، في حال لم يكن بإمكان أحد سائقي ريد بُل الحاليين الارتقاء إلى مهمة مزاملة ماكس فيرشتابن.
ومن جهةٍ أخرى، الجميع يدرك أن سيباستيان فيتيل ليس في أفضل حالاته ضمن صفوف فريق فيراري، مع تفوق زميله شارل لوكلير عليه في الجولات الماضية، إضافةً إلى استياء فيتيل من تكتيكات فيراري الأخيرة في الحصة التأهيلية لسباق جائزة إيطاليا الكبرى.
رأي: تألق لوكلير يزيد من الضغط الهائل على فيتيل
كافة العقود في الفورمولا 1 يمكن فسخها. حتى وإن كان فيتيل يمتلك عقداً للاستمرار مع فيراري في 2020، هناك شروطٌ قد تخوّله فسخ هذا العقد والانتقال إلى فريق آخر، أو حتى الابتعاد عن البطولة بالكامل لموسمٍ ليترك خياراته مفتوحةً مع بداية الحقبة الجديدة في 2021.
اقرأ أيضاً: وضع فيتيل مع فيراري مشابه لعامه الأخير مع ريد بُل
هذا ما يسعى هولكنبرغ للقيام به من خلال مخاطرته الحالية. لا يوجد لديه أي شيء ليخسره، وبالتالي فإنه يريد المخاطرة والانتظار في حال كانت هناك فرصة متوفرة في أحد فرق الصدارة لاغتنامها على الفور.
حسناً، قد تكون إمكانية نجاح تلك المخاطرة ضئيلة. وربما، في حال انتظار هولكنبرغ لفترةٍ طويلة، قد يجد أن حتى إمكانية الانتقال إلى فريق ألفا روميو أصبحت مستبعدةً.
ولكن هولكنبرغ في مرحلةٍ في مسيرته الاحترافية لا بد له فيها من المخاطرة بكل ما لديه. إذ أن نجاح تلك المخاطرة الجريئة قد يعني تواجد هولكنبرغ ضمن فريق من فرق الصدارة في الموسم المقبل.