تمكن سائق فريق مرسيدس لويس هاميلتون من معادلة رقم الأسطورة مايكل شوماخر بعدد مرات الفوز بسباقات في بطولة العالم للفورمولا 1، بعدما حقق هاميلتون فوزاً بسباق جائزة إيفل الكبرى، الجولة 11 لموسم 2020، متفوقاً على منافسه في ريد بُل ماكس فيرشتابن، بينما حقق سائق فريق رينو دانيال ريكاردو مفاجأةً مع حصوله على المركز الثالث.
انطلاقة السباق شهدت منافسةً محتدمة بين لويس هاميلتون وزميله فالتيري بوتاس، حيث كانت انطلاقة هاميلتون هي الأفضل، وحاول الضغط على بوتاس ليخرجه عن حدود المسار عند المنعطف الأول.
إلا أن بوتاس فرض قوته، ولم يتهاون في الدفاع عن مركزه، وليقدم إلى الصدارة مجدداً عند المنعطف الثاني وليُبقي على فارق 1.5 ث أمام هاميلتون في المرحلة الأولى من السباق.
أولى مشاكل بوتاس جاءت في اللفة 13، عندما قام، لوحده، بإغلاق مكابح سيارته عند المنعطف الأول ما تسبب بتسطح الإطارات، وليتجه إلى منطقة الصيانة في نهاية تلك اللفة لتبديل إطاراته.
هاميلتون تقدم إلى المركز الأول نتيجةً لذلك، وقرر عدم إجراء توقف صيانة في تلك المرحلة بأسلوبٍ مماثلٍ لـ فيرشتابن خلفه، إلا أن تطبيق نظام سيارة الأمان الافتراضية في اللفة 17، بسبب حادثة بين كيمي رايكونن [ألفا روميو] وجورج راسل [ويليامز] منح ثنائي الصدارة فرصةً مثاليةً لإجراء التوقفات.
حيث توجه هاميلتون إلى منطقة الصيانة، وغادرها بالمركز الأول أمام فيرشتابن الذي أجرى توقفه، ولكن تطبيق نظام سيارة الأمان الافتراضية سمح بتوسيع هاميلتون للفارق أمام بوتاس ليصل إلى 13 ثانية.
لكن مشاكل بوتاس لم تقف عند ذلك الحد، إذ أن الفنلندي أفاد، في اللفة التالية، بوجود مشاكل في وحدة طاقة سيارته ولينسحب من السباق نتيجةً لذلك.
اقرأ أيضاً: ضربة موجعة لـ بوتاس مع انسحابه من سباق إيفل
استمرت سيطرة هاميلتون أمام فيرشتابن، حيث كان بإمكان البريطاني توسيع صدارته باستمرار لتصل إلى حوالي 8 ثواني لحين دخول سيارة الأمان في اللفة 46 إثر انسحاب سائق ماكلارين لاندو نوريس بسبب مشكلةٍ في وحدة الطاقة.
سيارة الأمان هذه أدت إلى خلط الأوراق بشكلٍ كبير، خصوصاً في معركة متوسط الترتيب والصعود إلى منصة التتويج بالمركز الثالث.
قبل دخول سيارة الأمان، تواجد سائق فريق رينو دانيال ريكاردو بالمركز الثالث، وكان قد أجرى توقف صيانة وحيد في وقتٍ مبكر، بينما تواجد خلفه سائق فريق رايسنغ بوينت سيرجيو بيريز الذي أجرى توقفه في منتصف السباق، وكانت إطاراته أفضل، وكان يحاول تقليص الفارق إلى ريكاردو ليتجاوزه ويصعد إلى منصة التتويج.
إلا أن دخول سيارة الأمان منح هاميلتون وفيرشتابن، وريكاردو، فرصة إجراء توقف صيانة دون خسارة وقت كبير، بينما توجه بيريز لإجراء توقفه في اللفة التالية.
ومع مواصلة السباق في اللفة 50، بدأت معركة محتدمة، مع عدم قدرة فيرشتابن على مجاراة هاميلتون ليتعرض لضغطٍ من ريكاردو، الذي تعرض بدوره لضغطٍ كبير من بيريز، واستمرت هذه المعركة المحتدمة حتى خط النهاية.
ولكن في نهاية المطاف، تمكن هاميلتون من تسجيل سلسلة تواقيت سريعة ليحكم سيطرته ويفوز بسباقه الـ 91 في الفورمولا 1، وليقترب أكثر من أي وقتٍ مضى من لقبه العالمي السابع، وليصعد فيرشتابن إلى منصة التتويج بالمركز الثاني، علماً أن فيرشتابن سجل التوقيت الأسرع في السباق ليخطف نقطةً إضافيةً.
بينما دافع ريكاردو عن مركزه الثالث بشراسة، وليمنح فريق رينو أول منصة تتويج له منذ عودته إلى الفورمولا 1 كفريق مصنع في 2016، مؤكداً بذلك التقدم الذي يحققه الصانع الفرنسي موسماً تلو الآخر، مع تفوقه على بيريز الذي اكتفى بالمركز الرابع.
اقرأ أيضاً: ريكاردو يعتقد أن سيارة رينو متكاملة الآن
أما بالنسبة لسيارة رايسنغ بوينت الأخرى، والتي لم يتمكن لانس سترول من قيادتها، فإن نيكو هولكنبرغ قدم مستوى أداء قوي جداً نظراً لأنه لم يقد السيارة سوى في الحصة التأهيلية وانطلق من المركز الأخير.
حيث تمكن هولكنبرغ من تحقيق تقدم بوتيرة ثابتة طوال مجريات السباق، وليجتاز خط النهاية ضمن مراكز النقاط، بالمركز الثامن، متفوقاً على رومان غروجان وأنطونيو جيوفينازي بالمركزين التاسع والعاشر مع تحقيقهما لنقاطٍ ثمينة لفريقيهما (هاس وألفا روميو تباعاً)، وتجدر الإشارة إلى أن غروجان أعلم فريقه، في بداية السباق، أن بعض الحصى ضرب إحدى أصابع يده، وأنه كان يشعر بألمٍ كبير طوال السباق.
كارلوس ساينز كان الممثل الوحيد لفريق ماكلارين عند خط النهاية، واجتازه بالمركز الخامس، متفوقاً على منافسه في فريق ألفا توري بيار غاسلي الذي شهد سباقه منافسةً شرسةً ضد سائق فريق فيراري شارل لوكلير، واكتفى لوكلير بالمركز السابع علماً أنه تراجع خلف سيارة الأمان نظراً لأنه كان السائق الوحيد، من سائقي المقدمة، الذي اختار عدم إجراء توقف صيانة، حيث كان قد أجرى توقفين قبل دخول سيارة الأمان.
أنهى سيباستيان فيتيل سباق بلاده بالمركز الحادي عشر، المركز اذي انطلق منه، حيث كان قد فقد السيطرة على سيارته في اللفة 11 من السباق، وليُجبر على إجراء توقف صيانة لينتقل إلى استخدام الإطارات القاسية، ولكن وتيرته كانت سيئةً، وتراجع في الترتيب.
إلا أن فيتيل كان في معركة على المركز العاشر في اللفات الأخيرة من السباق، بالترافق لتعرضه من ضغطٍ من سائق ألفا روميو كيمي رايكونن (الذي أصبح السائق الأكثر مشاركةً بسباقاتٍ في تاريخ الفورمولا 1).
في نهاية المطاف، اكتفى رايكونن بالمركز 12 أمام سائق فريق هاس كيفن ماغنوسن، وسائق فرق ويليامز نيكولاس لاتيفي بينما جاء دانيل كفيات بالمركز الأخير لـ ألفا توري.
كما انسحب من السباق إستيبان أوكون (رينو) وأليكساندر ألبون الذي واجه مشكلةً في وحدة طاقة سيارة ريد بُل الخاصة به ولم يتمكن من إكمال السباق.